• ×

العائد من الأسر ((هشام برج) يتحدث عن التفاصيل اليومية وتعامل الحركة الشعبية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية في مايو من العام 2013م، أنزلت الأقدار، شهاب برج، من على جواده، ورمته في براثن الأسر، في أعقاب مشاركتهم في عملية تحرير "أب كرشولا"، ويومذاك كان الشاب ضمن مجندي الدفاع الشعبي في مواجهة الحركة الشعبية – شمال.

ابتداءً نعي الناعي برج، وأنزله الفردوس شهيداً، ثم ما لبث أن جاءت الأخبار بانه ما يزال حياً بين الناس، ولكنه في محبس إجباري، حيث سقط برج في يد الحركة الشعبية – شمال.

نعم تبدّلت ملامح برج، من دون أن تغير سنوات الأسر إيمان الشاب غض الإهاب، ودون أن يفقد ذاكرته التي ما تزال متقدة لدرجة أنه لم ينس الرقم السري لحسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ولم ينس سيرته الأولى، حيث قال بجاهزيته للعودة لمسارح العمليات متى دعا الداعي.



· في البدء الحمد لله على السلامة؟

- الله يسلمك

· متى وقعت في الأسر؟

- في مايو من العام 2013م.

· في أي المعارك تم أسركم؟

- في معركة أبوكرشولا بجنوب كردفان.

· حدّثنا عن المعاملة من قِبل الحركة الشعبية في فترة الأسر؟

- المعاملة إلى حدٍّ ما، كانت (كويسة).

· ألم يتم تعذيبكم؟

- مطلقاً لم نتعرض لتعذيب .

· سواء كان تعذيباً نفسياً أو بدنياً؟

- نعم، لم نعذب، والمعاملة كانت إلى حد ما (كويسة).

· هل هنالك إساءات أو تعذيب معنوي؟

- أحياناً كانت هنالك تجاوزات من بعض الأفراد، ولكنها لم تصدر من شخصيات عادية وأقصد تجاوزات لفظية من أفراد بالحركة الشعبية .

· معروف أن الأسرى في البدايات يتم تعذيبهم من خلال الضرب؟

- لم يتم تعذيبنا ولم يتم ضربنا.

· إذن المعاملة كانت إيجابية؟

- إلى حد ما.

· يقال إن الحركة الشعبية عاملتكم بقسوة؟

- لم تكن سيئة حتى في البدايات بصورة عامة كل المعاملة كانت إيجابية .

· هل حاولت الحركة الشعبية تجنيدكم لصفوفها؟

- حاولت بطريقة غير مباشرة ولكن بصورة مباشرة لم يفعلوا .

· كيف بطريقة غير مباشرة؟

- من خلال أحاديث عابرة، ولكن لم يطلبوا منا بصورة رسمية الانضمام للحركة الشعبية.

· هل حاولوا الجلوس معكم بصورة انفرادية؟

- لا لم يفعلوا ذلك.

· هل التقيتم بقيادة الحركة الشعبية أمثال عرمان؟

- نعم، لقاءات عابرة .

· كيف ومتى كانت تلك اللقاءات؟

- حينما يأتون إلينا في مناطق الأسر.

· ما الذي كان يدور بينكم؟

- كانوا يقولون الأمور ستمضي بصورة طيبة وإن شاء الله سيأتي السلام وستعودون إلى أهلكم في القريب العاجل (وابشروا ما في عوجة بتجيكم) .

· يقال إن معركة أبوكرشولا ضمّت عدداً من قيادات المجاهدين البارزة؟

- لم يكن معي في نفس المتحرك قيادات بارزة في تلك المعركة .

· الحكومة أعلنت عنكم كشهداء هل بلغكم النبأ؟

- نعم، سمعت بذلك النبأ .

· كيف تقبّلتَ نبأ استشهادك؟

- تقبلتُ ذلك بصورة عادية، هذه أقدارنا .

· هل تحدّثت مع الأسرة الصغيرة طوال فترة الأسر؟

- نعم، تحدثتُ معهم عبر الهاتف في فترات متقطعة.

· متى كان ذلك؟

- في العام 2014م.

· بأي طريقة تمكنتَ من الحديث مع الأسرة؟

- عبر الهاتف، والحركة الشعبية كانت تأخذنا للمناطق التي بها شبكة اتصال للحديث مع أسرنا.

· مع من تحدثتَ؟

- تحدثتُ مع شقيقي حذيفة ومع والدتي أكثر من مرة .

· في الجانب الحكومي هل تحدّثتَ مع قيادي بالدفاع الشعبي؟

- نعم، تحدثت مع بعض الإخوان عبر الهاتف في العام 2014م، وهم قيادات بالدفاع الشعبي.

· في تقديرك هل قصّرت الحكومة في حقكم.؟

- والله الحكومة لم تقصّر مطلقاً، وعملت كل ما في وسعها من أجل إطلاق سراحنا، ولكن شاءت الأقدار أن نمضي كل هذه الفترة في الأسر والحكومة تعرف ماذا تعمل وماذا تفعل .

· كيف تنظر للأدوار التي لعبها الدفاع الشعبي؟

- أيضاً الدفاع الشعبي لم يقصّر في حقنا وكان متابعاً كل الخطوات، والدولة عموماً لم تقصّر في أداء واجبها .

· لو نادى نداء الجهاد مرة أخرى هل ستلبّي النداء؟

- نعم، ودون تردّد سأفعل ذلك، وسأذهب من أجل الجهاد مرة أخرى .

· رغم سنوات الأسر؟

- نعم، لأن الجهاد ركن من أركان الإسلام ونحن نقاتل من أجل قضية ومبدأ ونؤمن كامل الإيمان بهذا المبدأ .

· حدِّثنا عن شعورك وأنت تخاطب أفراد أسرتك بالهاتف وتؤكد عدم صحة أنباء الاستشهاد؟

- (يا سلام) كان شعوراً لا يوصف، والله وكنت أكثر سعادة .

· يُلاحظ تراجع كبير في صحتك هل ذلك يرجع لسوء المعاملة المادية؟

- التراجع في صحتي بسبب سوء الأوضاع المادية في تلك المناطق وانعدام مقومات التغذية، لذلك كان يظهر التراجع في صحتنا.

· هل يوجد من تمكّن من الهرب من الأسر؟

- نعم، هنالك من تمكنوا من الهروب من الأسر .

· بأي طريقة؟

- الهروب في الغالب يكون بعد صلاة المغرب حينما تقل المراقبة .

· ولماذا لم تهرب أنت؟

- شخصياً لم أفكر مطلقاً في الهروب .

· لماذا؟

- كانت المراقبة مكثفة علينا ودقيقة جداً.

· كانت مراقبة خاصة تقصد؟

- مراقبة دقيقة عليَّ وعلى البيروني .

· لماذا كثفت المراقبة بصورة استثانئة عليكما؟

- لأننا شخصيات مشهورة ومعروفة .

· المدهش ما زلت تحفظ رقم حسابك في "الفيس بوك" رغم سنوات الأسر الطويلة؟

- صحيح ما زلت أحفظ رقمي السري بالفيس بوك بل ماز لت أحتفظ بأرقام هواتف كل الأصدقاء والزملاء.

· إذن ما زالت الذاكرة بخير؟

- ذاكرتي ما زالت بخير والحمد الله.

· من أين تحرّكتَ لمناطق العلميات؟

- من داخل الدفاع الشعبي.

· قبل أقل من عام كنتم قاب قوسين أو أدنى من العودة بعد مبادرة "السائحون"؟

- صحيح، وكنا نتابع المفاوضات بين "السائحون" وقطاع الشمال، ولكن ظهور بعض المتاريس التي لا نعلمها هي التي أجلت عودتنا .

· رسالة في بريد الحكومة؟

- رسالتي للحكومة علينا العمل من أجل السلام، من أجل إنسان تلك المناطق الذي يعاني بشدة وأيضا أهالي تلك المناطق يريدون السلام .

· رسالة في بريد الحركة الشعبية؟

- أيضاً على الحركة الشعبية أن تضع السلاح وتلجأ للسلام، من أجل إنسان المنطقة ومن أجل السلام في كل السودان.

ــ يقال إن الحركة الشعبية عرضت عليك البقاء معهم؟

لم أسمع بالخطوة.

ـ قيادي بارز بالشعبية شمال أكد رغبتهم في بقائك معهم؟

لم أقبل بالأمر، ولكن لم يأت إحساس أنهم في حاجة لإبقائي وحتى إذا طرح علي الأمر مباشرة لن أقبل مطلقاً.

لماذا؟

لعدة اعتبارات.

ــ ماهي تلك الاعتبارات ؟

أنا شخص ملتزم تنظيمياً، وكُنت أجاهد من أجل قضية، ولا يمكن أن أتراجع عنها.

ــ بصراحة كيف تنظر لمثل هذه الأحاديث أقصد سعي الحركة الشعبية لتجنيدكم؟

نشكر الحركة الشعبية على الشعور الطيب، ولكننا متمسكون بمبادئ وقيم وقضية لا يمكن أن نتزحزح عنها قيد أنملة، وبقول لهم لكم خياركم ولنا خيارنا.

ـ حينما تكون هنالك معارك مثل الصيف الساخن بين الحكومة وقطاع الشمال أين يتم وضعكم؟

يتم وضعنا في سجن يتبع للحركة الشعبية.

ـ هل السجن يقع بمنطقة كاودا؟

لا، في منطقة (الجيغباء).

ـ هل كنتم تقومون بكل الفرائض الدينية أيام الأسر على وجه كامل؟

كنا نصلي كل أوقاتنا دون أي مضايقات من الشعبية وفي رمضان كذلك نصوم ونفطر في جماعة.

ـ ألم تتعرضوا لأي مضايقات في النواحي الدينية؟

أبداً، ولم يتم منعنا من أداء الفرائض.

ــ حدثنا عن طريقة الطعام وتناول الوجبات؟

كانت طريقة عادية.

ــ هل كل الوجبات منتظمة؟

كنا نتناول بعض الوجبات بين الفينة والأخرى في اليوم.

ـ حدثنا عن نوعية تلك الوجبات؟

بصورة عامة يعتبر (عيش ريف) هو الطعام السائد.

ألا توجد أي وجبات أخرى؟

نعم، نسبة لظروف المنطقة التي تعاني الحرب .

هل لقي أحد المجاهدين حتفه في الأسر؟

لا، لا يوجد متوفون في صفوف الأسرى.

يُقال إن ضابطاً توفي أثناء الأسر؟؟

صحيح، توفي ضابط في الأسر بسبب ظروف المرض وأيضاً هنالك جنود توفوا.

ذكرت أن ضابطاً توفي لظروف مرضية؟

نعم، لظروف مرضية وليس بسبب تعذيب.

ألا توجد أماكن لعلاج الأسرى؟

يتم علاجنا في مستشفى ريفي بالمنطقة وكل الأسرى الذين يتعرضون للمرض ينقلون لهذا المستشفى للعلاج.

كم مرة التقيت بالأمين العام للحركة ياسر عرمان؟

لم ألتقِ بياسر عرمان بطريقة مباشرة إلا في كمبالا في طريق عودتنا للخرطوم .

إذن من هو الشخص بالشعبية شمال كان يتواجد مع الأسرى؟

هو جقود مكوار القائد بالجيش الشعبي كان يزورنا باستمرار .

أيضاً يقال إن هنالك تعذيباً عبر الضرب لعدد من الضباط والمجاهدين؟

شخصياً لم أر أي تعذيب ولم يتم تعذيبي.

ـ هل كان اليسع صديق ضمن المتحرك الذي كنت به؟

أنا كنت في المتحرك الأول الذي غادر إلى أبوكرشولا واليسع صديق كان في المتحرك الذي أتى بعدنا

يقال إنه كان مقرباً منك؟

اليسع صديق شخصي لنا ونحن نحترمه شديد وهو من المجاهدين الصادقين.

ـ شهاب برج في الخرطوم ما هو الإحساس الذي انتابك؟

غمرني شيء من الفرح الذي لا يصدق، ونحن نعود من الأسر بعد أكثر من أربع سنوات، ونجد الأهل في استقبالنا .

بصراحة هل كان هنالك بريق أمل يراودكم بالعودة؟

عشمنا في الله لم ينقطع، نحن موحدون لذلك لم ينقطع العشم مطلقاً.

حوار: عبد الرؤوف طه ـ "الصيحة".


بواسطة : admin
 0  0  3380
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:11 صباحًا الخميس 25 أبريل 2024.