• ×

عثمان ميرغني يكتب : من أحرق ماذا ؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية مدير وقاية النباتات د. كمال عبد المحمود أصدر قراراً بإحراق فسائل النخيل المُستوردة من دولة الإمارات العربية المتحدة، جهات تنفيذية في الحكومة اعترضت ورفضت.. فصدر قرار بإقالة كمال وتكليف د. خضر جبريل بدلاً عنه.. جبريل قرّر إحراق الفسائل.. يصبح السؤال المُحيِّر، طَيِّب؛ ولماذا أُطيح برأس كمال عبد المحمود؟؟!
هَل هُناك فرقٌ في (الإحراق).. إحراق كمال.. وخضر جبريل..؟
لا أسأل استفزازاً لأحد لكني فعلاً – ومعي القُرّاء - في حيرةٍ شديدةٍ.. لماذا أُطيح بكمال طالما أنّ خلفه لم يفعل سوى تنفيذ القرار الذي اتخذه سلفه كمال.
أنا مُضطرٌ هنا لاستدعاء الذاكرة الوطنية حتى لا ننسى ونفترض أنّ الأمر مُجرّد خلاف واختلاف انتهى بانتصار البطل وإحراق الخائن.
حسناً؛ يلزمنا أن نعرف أولاً من هي الأطراف المُشاركة في معركة (ذات الفسائل).. فالطرف الأول، هي شركة أمطار المُستوردة لفسائل النخيل، والطرف الثاني هو الحكومة صاحبة المُختبر المرجعي الذي يفتي في صلاحية الفسائل المُستوردة، والطرف الثالث هو الشعب السوداني الذي كان جُزءاً لا يتجزّأ من أرض المعركة وبصورة مُباشرة.. حَسناً مَن هو الطرف الرابع الخفي.. الشبح؟؟
بكل يقين هذا الطرف هو المُستفيد من (شراء!) الفسائل.. وتنتهي مصلحته هنا بانتهاء الصّفَقَة.. إذ لا يُمكن افتراض أنّ شركة أمطار تعمّدت هدر أموالها في فسائل غير صالحة وتحمل أمراضاً فتّاكة.. وأيضاً الحكومة ولأنّها مالك لـ 40% من أسهم الشركة لا يُمكن أن تكون جُزءاً من أيّة مُؤامرة مُفترضة في هذا المقام.. وأخيراً يبقى الطرف الأخير وهو الشعب، والذي بأيِّ حَالٍ هو الكاسب من أيِّ مَكسب تحققه الشركة المُستثمرة في السودان.. وخاسر من أيِّة خسارة تُصيب الشركة.. فهو يخسر استثماراتها ويخسر من السمعة التي تصيب السُّودان خارجياً عندما يحمل الأثير إبادة الشتول بعد إهدار دم المرجعيات العلمية في السُّودان.
من الحكمة أن لا تنتهي القضية بإحراق الشتول.. يجب أن يعرف الشعب السُّوداني قبل شركة أمطار ما الذي حَدَثَ بالضبط، من أين أتت العدوى المرضية طالما أنّ الجهة المُصدِّرة للفسائل مَشهودٌ لها بالعلمية والجودة؟ ثم مَن تَحَدّى قرارات المرجعيات العلمية واستطاع العبور بالشتول رغم كل القرارات ضدها..
ما هي صدقية شهادات الجودة عند معاملنا الرسمية المرجعية.. طالما أنّ الحكومة نفسها مُتردِّدة في التعامل بها؟ فنفس هذه الأزمة تَكَرّرت كَثيراً وبنفس السِّيناريو.. وكَانَ دائماً الشّك في (المرجعيات) الرسمية.
أخيراً نعود ونسأل.. لماذا خضر جبريل.. وليس كمال عبد المحمود.. طالما القرار واحدٌ؟؟
بكل يقين.. هناك سِـــــرٌ يجب أن يُروى..
التيار


بواسطة : admin
 0  0  992
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:17 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.