• ×

غياب يقيد ضد مجهول ..يختفون من منازلهم ويظهرون مع داعش

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية استيقظت منطقة جبره جنوبي الخرطوم قبل عدة أيام علي خبر صادم مفاده أن 4 من طلاب الجامعات بالسودان اختفوا بصورة غامضة، ولم يعرف مكان اختبائهم ولا مصيرهم.. كأن الارض انشقت وابتلعتهم فذوو هؤلاء الطلاب أكدوا خلال افاداتهم – الأسبوع الماضي - أن ابناءهم انقطعوا عنهم بعد كثرة ترددهم علي مسجد يؤمه أحد أنصار داعش بالخرطوم قبل أن يختفي هو نفسه من غير ان يترك وراءه أي أثر..!

تقرير : الهادي محمد الأمين
وعاشت تلك الأسرة اياما عصيبة حتي فوجئت بأن الفوج الطلابي غادر الخرطوم في طريقهم لليبيا للالتحاق بصفوف داعش بعد أن هجروا المقاعد الدراسية استعداد لحمل السلاح والمقاتلة ضمن قوات تنظيم الدولة الاسلامية - فرع ليبيا.

صاعقة فوق الرؤوس
النبأ وقع كالصاعقة على رؤوس اسر الطلاب فظاهرة خروج صغار السن والمراهقين وبعض طلاب الجامعات من منازلهم دون علم ذويهم وأفراد عائلاتهم تكررت بصورة مزعجة خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل مريب وغريب يجعل المراقبين يفتحون (دوسيهات) وسجلات هذه الظاهرة. كيف يختفي هؤلاء الشباب ؟ وأين يسكنون بعد غيابهم من أسرهم ؟ ومن الذي يقف وراء هذه الظاهرة بل وكيف ينجحون في الخروج من الخرطوم ويعبرون سراً في جنح الليل حتي يصلوا إلي ليبيا عن عبر المنافذ البرية أو من خلال الطيران عبر الرحلات الجوبة من مطار الخرطوم مرورا باستانبول ومنها نحو سوريا أو العراق ؟ اسئلة حائرة لا تجد أي إجابة مقنعة ولا ردود موضوعية تزيل الغموض وتكشف الملابسات وتفك شفرة الإختفاء !!

خدعة ناعمة
غير أن الامر المثير واللافت للانتباه أن هذه الحوادت في ازدياد مضطرد ، فقبل عامين أبلغت أسر مرموقة تقيم بالأحياء الشرقية للخرطوم عن فقدان أبنائها من غير أن تعرف وجهتم أو تتيقن بوجودهم داخل الخرطوم فإذا بهذه الاسر تتفاجأ بأن انجالها وصلوا للأراضي التي تسيطر عليها داعش في كل من العراق – سوريا وليبيا، لكن الاغرب من ذلك أن بين المختفين الذين تم فقدانهم أطفال وصبيان صغار السن وبعض هؤلاء مراهقون جرت لهم عملية تغيير وغسل أدمغتهم وإقناعهم بالاختفاء عن أسرهم بحجج وأعذار علي شاكلة السكن مع أصدقاء لهم أو سفر لأداء واجب عزاء أو الذهاب لتناول وجبة طعام مشتركة مع زملائهم ، ثم لا يعودون لمنازلهم لتبدأ رحلة البحث والتقصي عنهم وتتبع آثارهم التي لا تقود إلى معرفة مكان اختبائهم حتي يبادر هؤلاء الأطفال بالاتصال بذويهم لإبلاغهم أنهم أصبحوا جزءا من تنظيم داعش .

أحزان لا تزول
فقصة طلاب منطقة جبرة الاربعة أو شباب الأحياء الشرقية للخرطوم ليست هي الظاهرة الأولى وبالطبع ليست الاخيرة فالحاج (ص ع أ) 50 عاما يحكي للتيار قصة مأساوية عن فلذة كبده قائلا : إن نجله
( ع ص ع إ) 15 سنة تسمّي علي جده لابيه جاءت اسرته من شرق البلاد وتحديدا بورتسودان، واستقرت بحي الدروشاب شمال مربع (1) /العربي/ منذ نحو 12 عاما، وحسب رواية والده الذي يكشف أن نجله يعد الثالث في الترتيب بين اخوانه بعد أشقائه (إ) و(ع) و(ع) من المفترض جلوسه لامتحانات الشهادة السودانية العام الماضي غير أنه جلس لامتحان اخر، تم وضعه في مدينة سرت الليبية (معقل التنظيم المتطرف) وهو مبايعة التنظيم الداعشي والقتال في صفوفه.

طعنات الغصة
يواصل الاب حديثه بعد عجزه عن الكلام حينما تذكر ابنه الصغير - كأنّ غصة وقفت في حلقه ومنعته من المواصلة وبعد ان استعاد توازنه قال إن (ع) لا زال طفلا فكيف وصل إلى ليبيا ? درس ع الاساس بالدروشاب شمال والمرحلة الثانوية بمدرسة عمر بن عبد العزيز بالخرطوم بحري جوار جامعة الزعيم الازهري.

ذكريات يوم الفراق
ويؤكد أن ابنه كان مبرزا في تحصيله الأكاديمي وضمن طلاب المقدمة في صفه لدرجة اختياره المساق العلمي - قسم الاحياء - وأنه قبل الامتحانات بـ3 أيام أبلغهم أنه سيغيب عن المنزل ليذاكر مع رفقائه وزملائه المقيمين بالقرب من سوق سعد قشرة بالخرطوم بحري استعدادا للإمتحانات أي في يوم 15 من شهر مارس الماضي، وقبل الامتحان بيوم حضر للمنزل بصورة مسرعة وكان مستعجلا للغاية لدرجة لفتت نظر الأم المسكينة التي تعبت علي تربيته وقال لها أنه سيدخل في معسكر مقفول مع أصحابه..!!

من هنا تسرب الشك
ومن هنا تسرب الشك إلي داخل نفوس الابوين خاصة والدته (قلبها أكلا) ان هناك امرا غير طبيعي يتعلق بتصرف (حبة عينها) و (قطعة فؤادها) ، وقال العم (ص ع) أنه اتصل بابنه من اجل الاطمئنان علي سير الامتحانات غير أنه تفاجأ بان هاتف نجله مغلق الشيء الذي زاد من مساحة الشكوك والحيرة – خاصة وان تصرّف ابنه مؤخرا لم يكن محلاً للإرتياح إن لم يكن مدعاة للارتياب فقام الاب طبقا لحديثه بالذهاب للمدرسة بالخرطوم بحري ، فوجد أن اليوم (أوف) قالها كهذا فاتصل بمدير المدرسة الذي أكد له أنه اسم ابنه لم يكن مدرجا في سجلات الحضور رغم أنه أكمل اجراءات الجلوس للامتحانات.

وتمضي فصول المأساة
ومن المدرسة اتجه الاب لقسم الشرطة بالخرطوم بحري شمال – الدروشاب وقام بتدوين بلاغ عن اختفاء ابنه ثم قام بجولة واسعة النطاق غطت غالبية الأحياء القريبة منهم واستمرت رحلة البحث حتي مدينة الجيلي شمالا غير أن المجهودات وصلت لطريق مسدود ودون الوصول إلي مكان اختباء الابن وكأن الارض انشقت وابتلعته فلا أثر ولا خبر !! سكت العم ص ع بعد أن انحدرت الدموع من عينيه وجرت عبراتها كأنها سيل، بينما لفّ الوجوم إخوته وأخواته.

بصيص من الامل
وقال والده في ألم وحسرة تقطع نياط القلوب وتهز المشاعر المتجمدة : (لا نستطيع أن نعيش بدون ابني (ع) خاصة أمه التي فجعت بغيابه ، فهي في حالة يرثي لها وتدعو للشفقة وقلبها (مقطوع) من لحظة غيابه الذي أكمل قرابة العام).. الوالدة المنكوبة والمكلومة بفقد ابنها لا زالت في حالة صدمة ويواصل الأب بعد برهة من الصمت الحزين أنهم استأذنوا النيابة في استخراج خطاب لشركة (إم تي إن) لمعرفة آخر الارقام الهاتفية التي كانت في رقم ابنهم (ع) لأن (تلفونه أريبا) لكن لا جدوى ولا جديد في الأمر، ويضيف الأب (ص) أنه وبعد مضي 7 شهور سمعوا صوته وكأنه اتصل بهم من عالم آخر غير عالمهم بعد أن تلقوا اتصالا هاتفيا من ابنهم (ع ص) أكد لهم انه في ليبيا وتحديدا في مدينة سرت وقال الاب انه ومن خلال المحادثة عرف ان ابنه ليس بمفرده لانه لم يتكلم معه بشكل مريح وكأنه مراقب وكذلك شعر بارتباك ابنه خلال المهاتفة المختصرة التي لم تزد من دقيقة فقط.

شبكات في المسرح
السؤال المهم الذي طرحته (التيار) على والد الصبي : كيف وصل ابنكم إلي ليبيا؟ هل لديه مال ؟ فأجاب الأب المكلوم بأنه حتي الآن مستغرب كيف سافر ابنهم إلى ليبيا لانه في أخر مرة أتاهم طلب مصاريف ووجهناه للاستدانة من صاحب الدكان الذي يجاورهم ولم يستبعد (ص ع إ) وجود جهات منظمة هي التي قامت بتهجير ابنه وتسفيره من السودان إلى ليبيا عن طريق البر وقال : (ارجح وجود شبكات لها إمكانيات هائلة هي التي تقوم بتفويج بعض الطلاب والشباب إلي هناك) كما أن ابنه طفل صغير لا يمكن أن يسافر بمفرده لولا وجود جهة تعمل علي ترتيب أمر السفر ودفع الابناء للانضمام لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) – فرع ليبيا ..

 والد الصبي امتلأت عيناه بالدموع وهو يتحدث إلينا وما أقسي دموع الرجال حينما تتحدر علي الخدود وتنهمر كالسيل بلا توقف و الحسرة والأحزان والحرقة اصبحت أحد أفراد الاسرة وملازمة لهم لا تفارقهم لأكثر من 10 شهور.

وقيدت ضد مجهول
وحتي الان يصعب تحديد أبعاد هذه الظاهرة وتكييفها القانوني ومن يقف خلفها ؟ فوزيرة التعليم العالي والبحث العلمي أكدت من قبل أن هناك شبكات منظمة تقف وراء ظاهرة اختفاء بعض طلاب الجامعات من منازل ذويهم وتقدم تسهيلات كبيرة لتفويجهم للالتحاق بداعش ، سواء عن طريق الطرق البرية عبر الصحراء الكبري نحو ليبيا أو عبر مطار الخرطوم في الرحلات الجوية المتجهة من الخرطوم لاستانبول بينما اتخذت السلطات الرسمية للحد من ظاهرة الظاهرة عددا من التدابير بالدفع بحزمة إجراءات لفرملة سفر الطلاب وانضمامهم لداعش من خلال تشديد الرقابة في الموانئ البحرية والمنافذ البرية وفي مطار الخرطوم بل وتم خلال الفترات الماضية إلقاء القبض علي دعاة يشتبه بضلوعهم في تحميس وتشجيع بعض الشباب وغسل أدمغتهم وإقناعهم بالسفر للانضمام لداعش غير أن هؤلاء الدعاة خرجوا من المعتقل بعد شطب البلاغات الموجهة ضدهم لكن الأكثر إثارة ان ظاهرة الاختفاء لم تقتصر علي شريحة الشباب والطلاب فحسب بل تعدتها للعنصر النسوي حيث سجلت الكثير من الحالات تفيد بفقدان طالبات قطعن دراستهن الجامعية واختفين عن الانظار ثم ظهرن كمقاتلات ضمن الكتائب النسوية بداعش فظهرت ولأول مرة في المسرح نواعم سودانيات يختفين ثم يظهرن حاملات للسلاح في صفوف داعش .
الهادي محمد الأمين ـ التيار


بواسطة : admin
 1  0  5527
التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    02-12-2017 12:00 مساءً Mohamed :
    اعتقد انه لا يوجد داعي لارفاق صورة الطلاب اعلاه. لانو ده تشهير بالاضافه الي انو انتو تقليب مواجع لاسرهم.
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:53 مساءً الجمعة 29 مارس 2024.