• ×

المغتربون .. إستقبال ووداع بلا ضجيج ماذا حدث لنا ؟!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تراجعت في السنوات الأخيرة اللهفة والأشواق التي كان يستقبل بها المغترب لدى عودته إلى البلاد، وتلاشت مظاهر الفرح والابتهاج التي كانت تسيطر على أجواء الأسر في الماضي، وتبدلت، وصار المغترب يأتي ويرجع إلى غربته دون أن يشعر به أحد، وحتى الجيران والأهل قد لا يسمعون بخبر مقدمه.
ويرجع ذلك التغيير المفاجئ إلى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أثرت كثيراً وقربت المسافات بين المغترب وأهله، مما أدى إلى اختفاء مساحات الانتظار والترقب لعودة البعيد.
الانشغال بالمعيشة
قال المواطن عبد المجيد الطيب لـ (اليوم التالي) إن اختلاف الزمان وتسارع عجلة الحياة والانشغال بالمعيشة أسباب أساسية أفضت إلى انصراف المجتمع عن الاجتماعيات التي كانت سمة مميزة للمجتمع السوداني الذي اتصف بالحميمية والتوادد. وأضاف: يرجع ذلك للمغترب نفسه أحيانا يحب أن لا يعرفه كل الناس عند عودتة، مما يسبب له ثقلاً كبيراً جراء طلبات المحتاجين من الأقرباء وغيرهم. وعن تأثير الوسائل الحديثه، قال مجيد: لا أعتقد أن لها تاثيراً بالغاً، ولكن يرجع ذلك للوضع الاقتصادي وسهولة التحويلات التي أرهقت المغترب.
المغترب عملة نادرة
من جهته، قال المواطن محمد الأمين إذا قارنا المغترب في سنوات السبعينيات وإلى بداية الألفية الجديدة مع نظرائه الجدد، نجد أن ظروفهم اختلفت إلى حد كبير من حيث الوضع المادي والاجتماعي. وأردف: "زمان المغترب مثل العملة النادرة منطقة أو قرية بأكملها تجد فيها مغترب واحد أو اثنين، وكانت له شنة ورنة، وكل واحدة من فتيات المنطقة أو الحي كانت تمني نفسها وتحلم بالارتباط والزواج منه، وما كان الاغتراب متاحاً للجميع زي ما حاصل الآن، ولا حتى الشباب كانت رغبتهم في الاغتراب كثيرة لأن الوضع الاقتصادي والمعيشة كانت ميسرة". واستطرد: "كان يأتي محملا بالحقائب والهدايا لكل من يبارك له عودته، كما أن الوضع المادي للمغترب زمان وحاليا تختلف وحتى غناء الفتيات كان يتحدث عن المغتربين (ياماشي لي باريس جيب لي معاك عريس)، أما الآن مع الوضع الاقتصادي المتازم كل الشباب هاجروا والكل أمله معقود بالهجرة والاغتراب".
وواصل محمد الأمين حديثه قائلاً: الأعداد الكبيرة من المهاجرين في ازدياد الآن مما أدى إلى ارتفاع معدل الهجرة في الدول التي تستقبل المغتربين خاصة السودانيين ومعظم مغتربينا في السعودية ودول الخليج مما أدى إلى اكتفاء حاجة هذه الدول من معظم الأعمال. وأضاف قائلاً: كل هذه المتغيرات تؤثر مباشرة في وضع المغترب، فمعظم المغتربين الآن يكاد الواحد يستطيع أن يسد رمق بيت واحد، ولا ادخار لديه مقارنة بالفترة الزمنية التي قضاها. وأفاد: "نقول عدد المغتربين برغم قلة العائد المادي هم في ازدياد لذلك أصبح هم كل شاب أن يسافر خارج أرض الوطن".
كل شيء متاح
من جهتها قالت دكتورة شذى الشيخ أستاذة علم النفس بجامعة الأحفاد للبنات بأمدرمان: "لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً فعالاً في تغيير المجتمع، حيث بات إيقاع الحياة سريعاً بصورة تواكب الزمن، فالمغترب الآن لا يستقبل بحفاوة مثلما كان في السابق، لأن خبر وصوله تعرفه من أقرب قروب أو عبر رسالة نصية، إضافة إلى كثرة مشاغل الناس وضنك العيش حالت دون ذلك، وكل هذا يرجع للسوشال ميديا التي قربت المسافات وأصبح كل شيء متاحاً".
مؤثرة للحد البعيد
بحسب حديث المهندس خالد عبد الغني، مقيم بالممكلة العربية السعودية، فإن سائل التواصل الاجتماعي أثرت في كل الحياة الاجتماعية. وأضاف: زمان المغترب قبل ما يعود إلى أهله يظل في تواصل مع الناس عبر الرسائل والمكالمات الهاتفية، ومع انتشار قروبات (واتس آب) بات يتعرف على كل الأخبار، وبالتالي لا يكون محتاجاً إلى الاتصال إلى شخص محدد، وهذا يقودنا إلى أن السوشال ميديا مؤثره للحد البعيد، ويحكي خالد عن تجربته أنه حصر خبر حضوره لدى أشخاص محددين لسبب معين، أولا نظرة الناس إلى المغترب أنها لا تزال ذات النظرة (فلان جاب قروش)، وهذا لا يعني أنني إنسان بخيل، لأن المشكلة تكون فوق طاقتي، والشخص يتمنى أن يساعد الناس، والغربة أصبحت صعبة والصرف زائد.
الأفراح والأتراح
من جهة أخرى، قال المهندس السماني الشبلي أحمد إن استقبال المغترب كان يتم بالصورة السودانية القديمة لأن الاتصال لم يكن متاحاً لسنوات طويلة جدا، ليس في السودان فقط بل العالم العربي كله، لكن اليوم برسالة قصيرة يستطيع أن يتعرف على أحوال الأسرة والأهل، وعجلة الزمن أصبحت سريعة، زمان المغترب يتفقد الجيران ويتواصل في الأتراح والأفراح، والآن المسألة صارت مرتبطة بالمصالح
سارة المنا ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  1934
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:52 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.