• ×

سهير عبد الرحيم : الي عناية وزير العدل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية (أمونة) طفلة صغيرة وديعة في العاشرة من عمرها وجدت مشنوقة بطرحة في سقف غرفتها بمنزلهم الكائن في أحد أحياء الثورات- أم درمان.


فورا تم احتجاز شقيقتها وابنة خالتها وتوجيه الاتهام لهما ؛ عقب التحريات الأولية وتقرير الطبيب الشرعي اتضح- لاحقا- أنها تعرضت إلى الاغتصاب فتم إلقاء القبض على متهم ولكن...... ويا سبحان الله تم إطلاق سراحه، والإبقاء على الفتاتين.



البلاغ- برمته- منذ البداية شهد إجراءات غريبة، وأخطاء بالجملة، فأية جريمة في حق طفل من البدهيات أن يتم تحويل البلاغ إلى دائرة الاختصاص ، وهي نيابة الطفل، وهو ما لم يحدث إلا بعد مرور نحو الشهرين على الجريمة ؛ حيث تم التعامل مع البلاغ مع جهة أخرى هي نيابة كرري، وهي ليست الجهة المنوط بها التحري حوله.


ثانيا جريمة اغتصاب وقتل بحق طفلة كيف تكون المتهمات فيها فتيات؟!، حتى إذا سلمنا أن أولئك الفتيات قد اعترفن، أو سجلن اعترافا قضائيا أنهن من قتلنها.. إذا"من اغتصبها.....ثم من قام بالمساعدة في عملية ربط الطرحة، ورفعها إلى سقف الغرفة، ثم خنقها، وإكمال عملية الشنق؟.



عملية الشنق- نفسها- ليست بالعملية السهلة فهي تحتاج إلى دراية وخبرة، ومن الممكن ألا تنجح المحاولة من أول مرة إذا لم تتلاءم سماكة القطعة مع وزن الطفلة، وإذا لم توضع لفافة الطرحة خلف الأذن، وبوضعية معينة.. إذا من قام بكل هذا؟!، هل شقيقتها، وابنة خالتها؟!، هل يعقل؟!..



ثم أين الخبراء من مسرح الجريمة، والبصمات، والأدوات المستعملة، ووضعية الطفلة، ومن بلغ، والشهود، والحمض النووي، وغيره من الأساليب، والأدوات، والحيثيات، والقرائن التي توضح إن حدثت مقاومة من جانب الطفلة أو أنها قتلت في مكان آخر ثم تم شنقها هنا؟، ثم أين تقرير الطبيب الشرعي حول الاغتصاب؟، وما هي نتيجة تحليل السوائل، وما مدى مطابقتها للمتهم الأول الذي تم الإفراج عنه في ظروف غير واضحة.. رغم عدم اكتمال التحريات، ورفع البلاغ إلى المحكمة؟.


واضح جدا من الحيثيات أن هناك (كلفتة) في الموضوع.. وواضح جدا أن هناك جهودا غير مرئية لفقه السترة، والحصل حصل، والناس أهل من قبل الأسرة، وهذه هي مشكلتنا الكبرى ، تدثرنا بأقنعة واهية كذوبة باسم الشرف، وتضليل العدالة.


على محاميّ السودان الشرفاء أن يجعلوا من قضية "أمونة" قضيتهم، إذا تنازل أولياء الدم عن حق الصغيرة من أجل بنات وأولاد العائلة فهناك الحق العام الذي لا يسقط.. وهناك المنتقم الجبار الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.



خارج السور:

صغيرتي "أمونة" لقد قتلت بدم بارد، جزوا عنقك؛ ليعيشوا هم وظل جسدك المسجى تحت أقبية المشرحة ضمن بنود القتل العمد، ثم قلبت ذات اليمين، وذات الشمال؛ ليقولوا إنه اغتصاب.. الآن اتركي جسدك يرتاح في دار خير من دارنا مع طيور الجنة.. واتركي لنا الخزي، والعار، والصمت.


بواسطة : admin
 0  0  1079
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:46 مساءً الثلاثاء 19 مارس 2024.