آخر لحظة : العصيان ..هل فشلت الدعوة ؟ موظفون :تدقيق في دفتر الحضور،قانونيون:حق مشروع

السودانية تداعى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بك وتيوتر ) وموقع الخدمة الفورية (واتساب ) لعصيان مدني )أمس( لكن مسؤولون سخروا من الدعوة واستخفوا بمطلقيها في وقت شهدت فيه معظم شوارع العاصمة خلواً من المارة، وقلت الحركة في مداخل الكباري والشوارع الرئيسية

حق مشروع
ووصف قانونيون الدعوة إلى العصيان المدني بالسلوك الراقي والمتحضر ووسيلة مشروعة للاحتجاج سلمياً على القرارات الحكومية الأخيرة وحق يكفله الدستور وتقول المحامية رنا عبد الغفار أن الدستور كفل الحريات كالتعيين وحق التظاهر ولكن المشكلة تكمن في تطبيقه، والغياب دون عذر أو سبب مخالف لقانون الخدمة المدنية، وحال الغياب تحت أي مسمى يتم تشكيل لجنة تحقيق، ومن ثم محاسبة، والعقوبة تبدأ من إنذار أول وانذار ثاني وأخير، وايقاف عن العمل ثم الفصل، ومنح القانون المفصول حق المقاضاة، وقطعت رنا بعدم لجوء الجميع للعصيان المدني حال الالتزام بالقوانين.
دعوة مجهول
لكن القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي وصف دعوة العصيان المدني بالمجهولة، وقال إن حديث الأسافير غير موثوق به، وحتى لو سلمنا بأن هناك اشخاصاً خلفه قطعاً لاوزن لهم، وقال إن الموظفين لن يتأثروا بمثل هكذا دعوات.
وفي تصريحات أمس الأول توقع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب الموتمر الوطني إبراهيم محمود عدم استجابة الشعب للدعوة التي أطلقها ناشطون بالاسافير بشأن العصيان المدني ووصفهم بالمخربين ولايهمهم استقرار البلاد.
واتهم القيادي بالمؤتمر الوطني نافع علي نافع في تصريحات الحزب الشيوعي والبعث بالوقوف خلف الدعوة، وتساءل لماذا يخرج الناس من أجل تلك الأحزاب خاصة وأنها لا تجد سبيلاً لتقديم برامجها.
حضور جبري
وفي جولة لـ(الصحيفة ) في داخل مؤسسات حكومية لاحظت حضوراً عاليا وقال موظف بأحد الوزارات ان السبب في نسبة الحضور العالية يرجع إلى الدعوة للعصيان المدني حيث دفع الوزارات إلى التشدد في مسألة الغياب والحضور على عكس ماكانت عليه في الحالات العادية، وأضاف انه عندما طبق بعضهم العصيان الأول بالغياب عن المؤسسة تفأجاوا بان اسمائهم قد رفعت إلى جهات عليا كما أنه تم تهددهم بالخصم والاستيضاح في حالة غيابهم كان الدافع وراء حضورهم إلى العمل
وتقول طالبة المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة دعاء انها نفذت العصيان هي وصديقاتها بالجامعة رغم أن يوم اليوم «أمس» مهم بالنسبة لهم وكان من المفترض أن تجلس لامتحان ورغم ذلك نفذوا العصيان غير آبهين بما قد يحدث لهن
وقالت تقوى كمال أنها تعمل بالقطاع الخاص وهى مع العصيان المدني ولم تداوم « أمس» وأضافت أنها ترى أن العصيان هو الطريقة السلمية الوحيدة التي يمكن أن تمارس بها ضغوط على الحكومة وتجبرها للتراجع عن سياساتها ونهجها خاصة رفع الدعم الأخير
وأبلغت مجموعة من طالبات جامعة الأحفاد أن جميع الطالبات اتفقن على تنفيذ العصيان وانهن لن يخرجوا إلى الشارع خلال أيام العصيان تعبيراً منهم على رفض رفع الدعم، وقالن لن ندرس طالما هناك «مواطن جعان ومواطن ماقادر يتعالج «
وقال عدد من التجار بسوق أمدرمان أنهم قاموا بفتح محلاتهم عادي في صباح اليوم «امس « وأنهم كانوا يستخفون بالأمر ولكن بعد مرور ساعات ولم يفتح عدد كبير من أصحاب المحال محلاتهم ما دفعنا نحن كذلك إلى إغلاق محلاتنا وتضامننا مع العصيان
حديث المعارضة
وترى المعارضة ان العصيان المدني والدعوه له حققت أدنى الأهداف المرجوة منه متمثله في تصريحات المسؤولون المتضاربة ووصف محمود عبد الجبار رئيس حزب قوى الأمة ( أقم ) الموقف الحكومي بالمرتبك مستشهدا بمااسماه حالة الهلع بمواقع التواصل الاجتماعي (واتساب)( وفيس بوك )، وقال عبد الجبار لـ( آخر لحظة) أمس إن محاولات الحكومه وقادتها التهوين بالامر يعبر عن حالة الهلع وزاد التخويف ببطش الاجهزة الأمنية موشر إلى أن العصيان المدني قد حقق الحالة النفسية، وانتقدت المعارضة أيضاً محاولات الحكومه لتحويل الشعب إلى قطيع (خراف) بحسب تعبير محمود عبد الجبار، الذي أكد أن هذا السلوك الحكومي سيفقد المواطن السوداني روحه الوطنية والشعور بالانتماء للبلاد، محذراً بالقول إن الحالة وصلت العظم و الآن إذا وقفت أمام أي صيدلية ستسمع الحكومه سباب الشعب) )
عنتريات الحكومة
وينبه حزب الموتمر الشعبي إلى أن العصيان المدني الناجح هو الذي يشل حركة الحياة ويستهدف القطاعات الرسمية من مؤسسات الكهرباء والمياه وغيرها من المؤسسات الخدمية، الأمر الذي يشل الحياة الاقتصادية والعملية بيد أن الموتمر الوطني يسيطر على هذه المرافق الأساسيةـ وكشف القيادي بالحزب ابوبكر عبد الرازق في حديثه لـ(آخر لحظة ) إن العصيان حقق نجاحاً نسبياً يحسب للمعارضة وأن الشوراع ظلت خالية من المارة والسيارات وتوقف الحياة حتى الساعة الثانية ظهراً، مطالباً الحكومه بالتخلي عن (العنتريات) وإطلاق التصريحات، وقال عبد الرازق على الحكومة أن تدرك إن الشارع إن خرج فلا يمكن قمعه، وسيحدث ما لايحمد عقباه، مطالباً الحكومة بالتخلي عن أسلوب الالتفاف على مخرجات الحوار الوطني