• ×

سهير عبد الرحيم تكتب : هل نجح ؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية حبست الخرطوم أنفاسها يوم أمس في مُحاولة لمعرفة تفاصيل العصيان المدني المُعلن عنه.. الجميع يسأل بتوجس هل نجح العصيان أم لا..؟!


وبغض النظر عن النتيجة وهل نجح أم لا، فإن نشاط الإعلام الإلكتروني الحكومي ومحاولته تبخيس حجم العصيان هو في حد ذاته دليل على حجم تأثير ذاك الحراك الكثيف، كما أن إرهاصات النجاح ومهما كانت بسيطة فهي انتصارٌ للأصوات المُنادية به.



وحتى عدم نجاحه لا يعني بأيِّ حال من الأحوال أن الحكومة قد كسبت المعركة فالحرب كر وفر.



شخصياً لا أعتقد أنّه فشل بدليل الفراغ الكبير الذي شهدته حركة المُواطنين في الأرجاء، وحالة النعاس والخمول والتي كانت مُسيطرة على المشهد وذاك ما كُنت أرقبه من مبنى يمسك بخاصرة قلب الخرطوم وينظر إليها ملياً في وجهها ثم لا يلبث أن يفلتها بعد تيقنه من حالة الأعياء التي تعانيها.



إنّ من علامات توجس الحكومة من حالة الغليان وسط الشعب وإحساسها بتأثير العصيان هو خفوت نبرة الاستخفاف والاستهتار والتي عهدناها من المسؤولين ابتداءً من: علّمناكم الأكل والاستحمام وليس انتهاءً بنعمة الكهرباء التي اكتشفها أهل الإنقاذ.



بدأت تلك النبرة تختفي وحلت محلها نبرة استفهامية عن يا جماعة مالكم بس..... أقيفوا افهموا الحاصل...... العكد ده فهمكم غلط..... نحنا ما رفعنا الدعم عن الأدوية...... يعني أدوية القلب والسكري والضغط (الجبناهو ليكم نحنا) ما بنهبشا..... كدى استهدوا بالله.. إحنا بنشاور فيكم.. طوِّلوا بالكم القرارات دي ما نهائية.. ياخي اصبروا حبّة بس..!



الآن.......فإنّ أسلوب الحكومة في التعامل مع أزمة العصيان يُوضِّح جلياً أنّها تمشي بخُطىً حثيثة نحو الهاوية والاستاندر العالمي لطريق الطغاة يقول إنّهم في الأول (يتمسكنون) ثم (يتمكّنون) ثم (يطغون) وبعدها (يسرقون) ثم (يفترون) و(يشتمون) ثم (يظلمون ويظلمون) وأخيراً (يحنسون) وفي الختام (يبكون) ثم (يشردون)..!



خارج السور :

يقول فولتير : الملوك مع الوزراء كالأزواج المخدوعين مع نسائهم لا*يعرفون أبدا ما يجرى حولهم.


بواسطة : admin
 0  0  1282
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:45 صباحًا الجمعة 19 أبريل 2024.