• ×

(حلوي السجائر) خطر يهدد طلاب المدارس !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية صعق أب لأحد التلاميذ بمرحلة الأساس حين شاهد تلاميذ مدرسة (طفله) وهم يتناولون حلوى كأنها سيجارة شكلاً ويتمايلون وهم ينفثون دخانها، الأب الذي ساقته الأقدار لزيارة مدرسة طفله ليطمئن على سير دراسته يقول: (هالني وأفزعني ما رأيت ووقفت موجوماً وموجوعاً)، وحين عرض صورة لعلبة حلوى على أحد الأطفال وسؤاله عن معرفته لها، سارع الطفل بالإجابة: (هذه حلاوة سيجارة)، وخلال جولة لـ(آخر لحظة) وجدت هذه الحلوى تباع أمام عدد من مدارس الأساس بنات وبنين بالولاية، وأن سعر القطعة الواحدة (السيجارة الواحدة)، لا يتجاوز (2) جنيه، ولاحظت أن بعض التلاميذ والتلميذات يستمتعون بتناولها وكأنها سيجارة يتخيلون أنهم ينفثون دخانها.


طوابع الأطفال بها مواد مخدرة
وأثارت هذه الحلوى والطوابع صغيرة الحجم المنتشرة بالمحلات التجارية وأمام مدارس الأطفال بولاية الخرطوم، هلع الأسر والمهتمين بقضايا الأطفال ومحاربة التدخين، لوجود اتهامات كثيرة وجهت لهذه الطوابع بأنها تحتوي على مواد مخدرة تجعل من يتناولها من الأطفال لأكثر من ثلاث مرات يدمنها على ، ولخطورة الأمر على صحة الأطفال سارعت رئيسة لجنة الألعاب والوسائل الخاصة بالأطفال مريم سر الختم إثر الشكوى، بتدوين بلاغين أمس الثلاثاء، في نيابة حماية المستهلك، أحدهما في الحلوى في شكل السيجارة، والثاني فيما يعرف بالطوابع (التاتو)، في وقت تم فيه تشكيل لجنة طارئة بعضوية كل من الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس ووزارة الصحة والتربية والتعليم ومجلس الطفولة وإدارة حماية المستهلك بوزارة المالية الولائية لمصادرة هذه الحلوى وحظر دخولها المدارس.
*يصنف كعنف ضد الأطفال:
واعتبرت الأمين القومي لمجلس الطفولة بالولاية ملوك حسن، وجود هذه المنتجات يقع في إطار العنف ضد الأطفال، وتقول لـ(آخر لحظة) : (نعتبره عنفاً مغلفاً)، لافتة إلى أن الأطفال الذين يستنشقون هذه الحلوى يدخلون في برنامج الأطفال ضحايا العنف، وأشارت إلى انتشار هذه الحلوى قبل فترة إلا أنها اختفت وعاودت الانتشار مرة أخرى، وأضافت ملوك أنهم يعتبرون الحلوى التي تصنع في شكل حبوب أيضاً مضرة للأطفال بما أنها تشجع على استخدام الحبوب كمخدرات، فيما تؤيد مسؤولة إدارة الأطفال ضحايا العنف، والأطفال في التماس هناء البيلي، حديث ملوك بأنه يقع في إطار العنف ضد الأطفال، وأن الترويج لهذه المنتجات يدفع الأطفال إلى استخدام المواد المضرة والمحظورة ويشجعهم على التدخين في وقت تبذل فيه الدولة جهوداً كثيفة لمحاربة التبغ.
لم يفت على التوضيح بأن لديهم كمجلس طفولة مذكرات تفاهم مع هيئة المواصفات تخص مستلزمات الأطفال والمواد الغذائية التي توحي أشكالها أو عبواتها بأي شكل من أشكال المواد المضرة بالصحة، والتي دائماً ما تصنف بأنها مخالفة للمواصفات القياسية وممنوع تداولها - وفقاً للبيلي - وتلقي بالمسؤولية على عاتق المدارس التي يفترض أن تفرض رقابة صارمة على ما يعرض أمام بوابتها وفي المتاجر الموجودة بداخلها، وقالت إنه يجب على المدارس التحرك لمحاربتها وملاحظة المنتجات المعروضة للبيع لتلاميذهم.
*تدخل عن طريق التهريب
ويقول رئيس جمعية حماية المستهلك د.نصر الدين شلقامي إن هناك قراراً رسمياً يحظر دخول هذه الأشكال من حلوى الأطفال، وإن هيئتي المواصفات والجمارك تضع ضوابط صارمة فيما يتعلق بمنتجات الأطفال، إلا أنه أكد أنها تأتي عن طريق التهريب من كل المنافذ مع دول الجوار، لافتاً إلى حملة تم تنفيذها من الجهات الرقابية الأيام الماضية بالمدارس، تم خلالها ضبط العديد من المخالفات، واعتبر شلقامي هذا الأمر مشكلة خطيرة يجب معالجتها فوراً.
ومن جانبه طالب الأمين العام للجمعية د.ياسر ميرغني بالقبض على الذين يبيعون هذا النوع من الحلوى ومحاكمتهم، متسائلاً: لماذا يتم التساهل في دخول مثل هذه الأشياء بالرغم من وجود قانون للتبغ بولاية الخرطوم صدر منذ العام 2012، واصفاً إياه بالقانون القوي والرادع، إلا أنه يقول إن ذلك لا يمنع وجود قانون قومي لمكافحة التبغ والذي أبطل واجهض نتيجة صراعات مصالح، ويرى ميرغني أنه آن الأوان ليرى القانون القومي النور، ولأن تكون هناك رقابة فاعلة على مثل هذه الأشياء، يقول لـ(آخر لحظة) تفاجأت مثل الكثيرين بأنواع الحلوى هذه وأشكالها الغريبة بوسائل التواصل الاجتماعي، وحين اتصالي بلجنة شؤون المستهلكين التي تتبع للجهاز الرقابي، علمت أنه تم فتح بلاغات عبر الرقم (5960)، وختم ميرغني حديثه بقوله: (لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوها).
*هلع الآباء:
ويعرب أحد الآباء عن تخوفه وهو يقول: (إنه اطلع على تقرير صادر من إدارة الصحة المدرسية العام الماضي يشير بوضوح إلى ارتفاع نسبة المدخنين وسط الطلاب وإنها وصلت إلى (74%))، واصفاً ظاهرة التدخين وسط التلاميذ بأنها ظاهرة اجتماعية خطيرة جداً ويجب الاهتمام بها، إلا أنه عاد ليقول إن وجود منتجات أو حلوى أطفال في شكل سجائر يجد الأطفال متعة هم يستنشقونها كسجائر كما يشاهدون بالتلفاز وأخرى كحلوى الشوكولاتة أو اللبان التي تأتي على شكل سيجارة، حيث يستمتعون بها على أنها سيجارة حقيقية، وهذا يلفت بوضوح إلى أن شريحة الأطفال هؤلاء قد يصبحون مستهلكين مستقبليين لسنوات قادمة طويلة للسجائر.
ويواصل حديثه: (مما زاد هلعي احتمال وجود مواد مخدرة بالطوابع أو التاتو التي لا يخلو جسد تلميذ تقريباً منها).
هبة عبد العظيم ـ آخر لحظة


بواسطة : admin
 0  0  2130
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:34 صباحًا الجمعة 19 أبريل 2024.