• ×

الصادق المهدي : مبارك الفاضل بوزن الريشة ويلعب دوراً بائساً بمعاونة الوطني

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية أكد زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي أنه مازال يعمل على وقف العدائيات وانسياب الإغاثات وسائر إجراءات بناء الثقة بين الحكومة والحركات المسلحة وجزم بأن المسافة بين الأطراف المعنية قريبة للغاية، وقال: الاحتمال الأكبر أن يتم ذلك قبل تاريخ عودتي البلاد، ولكن إذا استحال ذلك فسوف تأخذ العودة طابعاً قومياً.

المهدي في حواره مع (الصيحة) من مقر إقامته بالقاهرة قال بعدم رهان الحكومة على أن يكون نداء السودان جزءاً من التسوية السياسية، وقال: (نحن نمثل فرصة قومية للخروج من الجحر الذي حشرت الحكومة البلاد فيه باستعلائها وآرائها الأحادية، مؤكداً أن أمريكا لن تطبع مع النظام ما لم يحقق سلاماً عادلاً وشاملاً وتحولاً ديمقراطياً.

وقلل الصادق من انخراط مبارك الفاضل في الحوار الوطني، وقال إن وزن مبارك في الحزب (وزن الريشة) ولكنه بإمكانات الوطني يحاول لعب دور تشويشي بائس.

*حددت عودتك للخرطوم قبل نهاية العام.. هل هذا يعني أنك تخليت عن أمنياتك القديمة بأن تأتي ضمن وفد يضم قيادات الحركات المسلحة؟

ما زلت أعمل على أن يتفق الفرقاء على وقف العدائيات وانسياب الإغاثات الإنسانية وسائر إجراءات بناء الثقة. وأعتقد أن المسافة بين الأطراف المعنية قريبة للغاية والاحتمال الأكبر أن يحدث هذا قبل تاريخ عودتي. ولكن إذا استحال ذلك فلا بد أن تأخذ العودة طابعاً قومياً سوف نحدده حسب الظروف.

*هل لا زال الأمل قائماً على قدرتك على إقناع الحركات المسلحة للانخراط في الحوار؟

الحركات مقتنعة بالحوار، كما تعلمين، ففي إعلان باريس أغسطس 2014م، ونداء السودان ديسمبر 2014م، وخريطة الطريق التي وقعها الجميع في أغسطس 2016م، جرى الالتزام بالحوار وباستحقاقاته إحدى وسائل تحقيق مطالب الشعب السوداني المشروعة. والمهم إقناع جماعة النظام أن يلتزموا بخريطة الطريق التي وقعوا عليها في مارس 2016م، وخريطة الطريق هذه لا تنفي قيمة حوار قاعة الصداقة ففي بنود الخريطة التزام بأخذ توصياتها في الحسبان.

ـ حوار الخارج رهين بقيام الملتقى التحضيري، والوطني يرفض هذا المقترح فما هي الصيغة التوافقية لتجاوز هذه المعضلة؟

الحقيقة، أن ما نصت عليه خريطة الطريق ليس هو نقل الحوار للخارج بل هي مسألة إجرائية أهم ما في بنودها: إجراءات بناء الثقة إذ كيف يمكن لأشخاص محكومين أن يدخلوا السودان قبل إسقاط الأحكام؟ وكيف يمكن للحوار أن يكون جاداً ما لم تتوافر الحريات العامة؟ كذلك مناخ الحوار يتطلب وقف العدائيات وانسياب الإغاثات. هذه الإجراءات ينبغي الاتفاق عليها وإنفاذها قبل دخولهم للداخل. وخريطة الطريق توجب الاتفاق على أجندة السلام، والحوكمة، والدستور فإذا اتفق على الأجندة وعلى إجراءات بناء الثقة فالجميع ملتزمون بإجراء جوهر الحوار داخل السودان. هذا المنطق يرجى أن يدعمه كثيرون داخلياً ودولياً.

*تحدثت بإيجابية عن الوثيقة الوطنية هل يعني هذا أنك ستكون ضمن حوار الداخل؟

الكتيب الذي أصدرته تشخيص موضوعي لحوار قاعة الصداقة أعطاه ما له وأخذ عليه ما عليه. وهذه هي قراءة كل الذين درسوه. وأعتقد أن كافة مكونات نداء السودان كذلك يتخذون موقفاً موضوعياً من توصيات حوار قاعة الصداقة.

ولكن كما تجدين في الكتيب فهنالك أشياء مطلوبة لجعل الاتفاق شاملاً وأهمها الالتزام بخريطة الطريق التي وقعناها جميعاً. هذا معناه أن موقفي ليس فردياً بل يمثل كل أصحاب الرأي الآخر غير المشتركين في حوار قاعة الصداقة.

كلنا ملتزمون بنقل الحوار للداخل عبر خريطة الطريق.

*الوطني لا يراهن كثيراً على أن تكونوا جزءاً من التسوية وإلا لقدم التنازلات المطلوبة؟ فهل فعلاً مشاركة أو مقاطعة قوى نداء السودان غير مؤثرة في المشهد؟

المهم ليس هو رأي الوطني فهو بآرائه الأحادية المستعلية هو الذي حشر البلاد في الجحر الذي هي فيه الآن: انهيار اقتصادي، واضطراب أمني، و63 قرار مجلس أمن مضاد، وملاحقات دولية عازلة، وقفل الطريق أمام إعفاء الدين الخارجي، واستمرار التضييق ضمن قائمة الإرهاب، وغيرها من الموبقات، ونحن نمثل فرصة قومية للخروج من هذا الجحر. فما معنى حوار ينتهي والجبهات الحربية التي تكلف الحكومة في يوم ما يساوي دخلها في شهر مستمرة؟ وما معنى استمرار انقسام الجسم السياسي السوداني؟ إذا شاء المؤتمر الوطني أن يواصل سياساته البائسة الفاشلة فليفعل، ولكننا نتحدث عن فرصة مخرج قومي يقدره الوطنيون حقاً والعقلاء.

*البعض يرى أن الوثيقة لن تسهم في حل الأزمة السودانية لأن الوطني يتحاور مع حلفائه؟

إذا اكتفى الوطني بالحوار مع حلفائه فإنه يكون قد وأد الحوار لأنك تحاور المختلفين معك لا الموالين لك.

*أمريكا باركت الوثيقة واعتبرتها خطوة لحل الأزمة السودانية وخطوة لرفع العقوبات، ألا تخشى أن يتجاوزكم قطار الحوار؟

صدقيني أن أمريكا جهاز تنفيذي، وتشريعي، ورأي عام ولا يمكن لأمريكا أن تُطبِّع مع النظام ما لم يتحقق سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي. وعلى أية حال نحن نعمل لتحقيق مطالب الشعب المشروعة، فإن خذلتنا أمريكا فإنها تكون قد خذلت مبادئها.

*الآن تبدو الحركات المسلحة وكأنها نفضت يديها من تحالف قوى نداء السودان ويظهر هذا في الحوار الثنائي بين جبريل ومناوي مع الحكومة برعاية موسفيني؟

الحوار الذي يجري مع الرئيس موسفيني جزء من حوارات ثنائية يجريها بعض من فصائل نداء السودان ولكنها لن تؤدي لنتائج متناقضة مع الموقف الاستراتيجي المشترك.

*كيف تنظر لموقف الحركة الشعبية الذي أعلنت فيه تعليق التفاوض لغير الأغراض الإنسانية، هل هذا حل يمكن أن يعبر بالحوار؟

هنالك تصريحات نارية من أفراد النظام وأفراد المعارضة، ولكنني أعتقد أن كافة الأطراف سوف تتجاوب مع خطوة تتجه لإحياء دور خريطة الطريق وسأكون عاملاً بشدة لتحقيق ذلك.

*كيف ترد على من يقول إن تحالف نداء السودان تصدّع وسينهار بوصولك للسودان؟

هذه أماني مؤيدي النظام. إن دخولي السودان جزء من تفعيل التعبئة لصالح الحوار باستحقاقاته المتفق عليها أو بالانتفاضة الشعبية إذا فشل الحوار باستحقاقاته.

*البعض يرى أنك ستأتي مجبراً لأن مبارك الفاضل سحب البساط من تحت قدميك؟

الشخص الذي تشيرين إليه لم يؤثر في موقف حزب الأمة وقد دعمه في ضراره رئيسان هما البشير والقذافي في عام 2002م، ومنذ ذلك الوقت جرب تحدي حزب الأمة متحالفاً مع الحكومة، ثم متحالفاً مع الجبهة الثورية، ثم عائداً لدور الموالاة مع المؤتمر الوطني وكل من يعرف الحقائق يدرك أن وزنه في حزب الأمة القومي وزن ريشة. ولكن بإمكانات المؤتمر الوطني وأجهزة أمنه يلعب الآن دوراً تشويشياً بائساً.

ـ الحكومة تتعامل معك ومع مبارك لعبة (توم آند جيري)، فهل تعتقد أن احتواء مبارك نكاية بك أو محاولة لجرجرة أقدامك للعودة؟

قراري بالعودة كان مرهوناً بالفراغ من ثلاث مهام أنجزتها وسوف يدرك الجميع أن حزب الأمة القومي في أقوى حالاته، وأن مخالب القط التي يتلاعب بها المؤتمر الوطني هي حقيقة مجرد مخالب قط.

أما أن الحكومة تتلاعب بمبارك فصحيح، لأنه سلمها ذقنه، أما نحن فالحكومة في كثير من حالاتها سعت لكسب ودنا، ولكن قلنا دائماً إن هذا مشروط بالوفاء بمطالب الشعب المشروعة.

ـ كيف تنظر لتأييد عبد الرحمن الصادق للوثيقة الوطنية ومباركته لها؟

المسألة سياسية ليست عائلية، فنحدد مواقف الأفراد بانتمائهم العائلي. وابني عبد الرحمن أيد الوثيقة ونحن قلنا عنها كلاماً واضحاً. وعبد الرحمن مواطن مساءل عن موقفه نحو الرأي العام ونحو التاريخ.

ـ الحكومة هددت بمحاسبتك جنائياً حال عودتك والآن تراجعت عنه فكيف تنظر لذلك؟

أحاسب جنائياً على ماذا؟ أنا قمت بتحقيق إنجاز كما قال المهندس الطيب مصطفى يستحق المكافأة. أن تصدر معي الجبهة الثورية إعلان باريس ثم نداء السودان وفيهما التخلي عن العمل على إسقاط النظام بالقوة والتخلي عن المطالبة بتقرير المصير لمناطق السودان المهمشة، ولكن كما قال أبو الطيب:

أُعَادَي على ما يُوجبُ الحُبَّ للفَتى!

ـ ألا تتفق معي أن أحزاب المعارضة نفسها المشاركة والممانعة بحاجة لعملية حوار داخلي بها؟

الديمقراطية دائماً تعني الحوار داخل كل الكيانات النقابية، والمدنية، والسياسية لأنها أي الديمقراطية هي عملية اتخاذ القرار عبر الحوار لا الامتثال لقرار القائد.


بواسطة : admin
 0  0  2229
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:12 مساءً الخميس 28 مارس 2024.