• ×

بداية بالجكس مركلس وانتهاء بشوربة الشكبزورات !!!

كلمات ومصطلحات دخيلة على مجتمعنا تحتاج لاعادة نظر وترتيب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بقلم جلال داوود ابوجهينة  عندما سأل الشاب صفوت عن الشابة ( سالي ) وصويحباتها ،، قالوا له ( الجكس مركلس و مدبرس في الهول المكدنش )
طبعا ولا كلمة من هذه الكلمات من قاموس العربية غير حرف الجر ( في ) وحرف العطف ( و ).
من أطرف الأشياء التي سمعتها هي من ميكانيكي سيارات ( من عندنا ) قال لي :
أجمل حاجة في العشا شوربة الشكبزورات
و عندما رأى الدهشة في عيني ،، قال :
يعني الكوارع
فسألته : ما معنى الشكبزور ؟
فقادني الى سيارتي وأراني الشكبزورات ،، و هي بالأنجليزي
Shock Absorber
يعني : ممتص الصدمات ،، و قد قصد قريبي أن الشكبزور يشبه كوارع الخروف شكلا و مضمونا. ( تشبيه من طبيعة عمله ).
لغتنا النوبية ،، و بفعل الزمن و المخالطة و التزاوج و عوامل أخرى ،، مازجتها كلمات من اللغة العربية ، فانظروا الى هذه الجملة التي من المفترض أن تكون جملة باللغة النوبية :
وو بابا ،، طراشكا حاولتم ،، طبيعينقا سكمنقر
و لتسهيل القراءة فهي تنطق :
Woa Baba , Torashka Hawlitam , Tabee, inga Soke Mengir
هذه الفتاة تقول لأبيها : ايه يا ابي ، لا تحاول أن تطرش ، دع الطراش ينزل طبيعيا.
هنا لا توجد كلمة نوبية خالصة غير كلمة ( سكمنقر Soke Mengir و معناها ينزل.
في حين أنه من الممكن أن نأتي بكلمات نوبية صميمة لهذه الجملة.
و الأمثلة كثيرة.
أما في البيوت و مستلزماتها :
نحن نقول ( الجك ) لذلك الأناء الذي نضع فيه الماء والعصيرات وهي كلمة انجليزية ، فأين مصطلحنا بالللغة العربية أو باللهجات السودانية المحلية ؟
المصريون يقولون للجك ( شفشق ) و لا أدري مصدر الكلمة.
ونقول الأبريق لذلك الأناء الذي نستعمله في حمل الماء للخلاء والوضوء.
أهل الخليج ودالشوام يقولون أبريق للشيء الذي نسميه نحن براد الشاى.
الكفتيرة ،، ما هو مصدرها.؟؟؟؟
نقول البراد لذلك الأناء الذي نصنع فيه الشاى ،، و البراد عند الشوام هي التلاجة.

أما في ما يخص تقاطيعنا وأشكالنا:
نقول الشلوفة و الشلاضيم ،، و هما كلمتان تعطيانك انطباعا بان المقصود شيئا متورما اما بالدق او بفعل ( بونية غتيتة او بفعل قرصة بعوضة).
أين الشلاليف و الشلاضيم من الشفايف ؟ الشفايف كلمة رقيقة تعطيك انطباعا بأحمر شفايف أو ( أقيس الفم بودعة ).
نقول الجضوم ،، و أيضا تعطيك هذه الكلمة انطباعا بأنه عضو متورم بفعل خلع ضرس ظل يمنعك النوم ليال طويلة ثم خلعته بعد أن تورم هذا العضو حتى صار بحجم ثمرة العشر أو كأنك تحشر كرة تنس خلف جضيماتك ،، و أين هي من الخدود التي ما أن تسمعها حتى يتبادر الى ذهنك التفاح و الخوخ و الرمان.
مثلنا السوداني يقول ( الحجل بالرجل ) وهو كناية عن المتابعة اللصيقة ، وفي اللغة العربية ( يحجل ) أي يمشي قفزا بالرجلين معا كما تفعل بعض الطيور. والحجل هو الخلخال في اللغة العربية ،، فما علاقة الحجل الذي كان يزين أرجل نساءنا بالقفز ؟ ربما كن يحجلن حتى يسمع الحبيب صوت الخلخال فيصلح من وضع عمامته ويركز بعصاه عند منعطفات الفريق.

أما المصطلحات السودانية التي تنطلق عفويا من لهجتنا السودانية فتثير العجب :
فلان كب الزوغة ،، فنجعل من الزوغان سائلا يصيبه الكببان والأندلاق. وأحسبها بلاغة عفوية ،، لأن الذي يزوغ كما الشيء المكبوب فأنما يزوغ بحيث لا تستطيع الأمساك به تماما كالماء الذي من المحال الأمساك به.
أو نقول فلان ( فرتق ) : كناية عن المضى سريعا من جهة لأخرى ( فجعلنا الزول كالسيجارة الملفوفة و التي تفرتقت بسبب سوء اللففان أو رداءة الورق ،، و هذا شيء يفهمه ناس السيجارة الخدرا و الملبوكة وارد واو ). وأيضا هذه بلاغة عفوية ،، لأن الذي يفرتق فهو شخص كان متضايقا منك أو من جلستك أو من حفلتك لدرجة أنه كان يشعر نفسه ملفوفا كبرش الجنازة أو كالسيجارة اياها سيئة السمعة و اللف.

أما كلمة فلان ( شتت ) فأيضا هذه بلاغة ضاربة في الحداثة ،، فهذا الذي شتت ،، هو كالقنبلة الأنشطارية حديثة الصنع التي لا يملكها في شرقنا الأوسط ألا أسرائيل التي يكرهها شعبولا.
أما في صفحة الكيف : نجد الجبنة و الشرغرغ
هل هما كلمتان عربيتان ؟ أم أصولهما أفريقية ؟
المنقد : هل هو الموقد و تم تحريف الكلمة ؟
ذلك المشروب المصنوع من حبيبات القهوة اسمه مشتق في كل بلاد العالم من نفس الحبيبات ( القهوة ) ،، فنجد تيركش كوفي ،، بلاك كوفي ،، كوفي لاتيه ،، نسكافيه ،، قهوة عربية ،، قهوة تركية ،
فمن أين جئنا بهذا الأسم : الجبنة ؟ و هل الجبنة هي المشروب أم الأناء ذلك الذي نطلب الحلاق أن يجعل رؤوسنا كهيئته ؟
أما عن الحمض النووي :
لنا مقدرة نادرة في نقل عاداتنا لأي شعب دون عناء و بسرعة كبيرة،، و هذا شيء مشهود لنا به ان ظن البعض ان شهادتنا مجروحة بحق انفسنا
الخليجيون عموما يقولون أنهم يحبون السودانيين و أننا أطيب شعب و أخلاقنا عالية، و لكن أفعالهم تقول ( ما بنريدك و لا بنحمل بلاك ). بمعنى آخر ، السوداني هنا مؤتمن كمحاسب و سائق و طباخ و سفرجي و معلم خاص و طبيب و مهندس و هلم جرا، و لكن عندما تأتي القصة مثلا للمفاضلة بينه و بين لبناني ، تجد ( الكفيل الخليجي ) قد ضغط على عقاله الذي على رأسه و أصلح من غترته و شد المرزام الأمامي و قال للسوداني على إستحياء ( لو تبغى نقل كفالة ما عندي مانع)، هذا إن كان عنده بقية من إخلاص و وفاء لتفاني السوداني في عمله. أما إن كان قليل أصل فسيجد السوداني نفسه في المطار بدون حقوق ، و لا يعلم أهله بقدومه إلا عندما يطرق الباب ( إيد ورا و إيد قدام. ).
شكا لي أحد المدرسين السعوديين من إنتشار الصعوط بشكل وبائي في مدرسته ، و قال أن السبب بعض طلبتنا السودانيين. قابلت طالبا سعوديا يخرج كيس الصعوك و يخرج السفة بطريقة الدردمة من جوة الكيس بحرفنة سودانية و يضعها تحت شفته العليا فبدت و كأنها ( خراج ماكن ). قلت له :
ماذا تشعر بعد السفة ؟
و قال و هو متسلطن و بلهجة سودانية غير ركيكة :
يا زوووول ، دي بتعمل عمايل يا عمو ؟
لو ما لقيت الصعوط ، بتعمل شنو ؟
تصدق مرة مشيت من العليا لغاية النسيم بالليل عشان سفة ( والمشوار هذا يعادل المشوار من أمدرمان للكلاكلة اللفة ).
حكيت قبل هذا عن المصرية التي حاولت أن تجرب ( دخان الطلح ) و كانت على وشك الإحتراق ، و لكن إمرأة سعودية إنتقلت إلى مرحلة أخرى متقدمة في تقليد السودانيات لإكتساب لون جذاب بلا عذاب ، حيث حاولت أن تتفنن في تجربة الطلح بتقنية من عندياتها بخلط شيء جديد مع تجربتنا الطلحاوية، فقامت بجلبطة جسمها بكريم جلسرين و جلست تستمتع بجلسة دخان على علبة لبن نيدو ماكنة تحت كرسي مخروم في الوسط، و لكم أن تتخيلوا ماحدث ، فقد كادت أن تتحول إلى ( دجاجة شواية ) ، و صار لها طبقتان من الجلد ، الطبقة الأصلية ثم الطبقة الثانية طبقة شفافة شايلة موية بلون القفازات الطبية و ذلك من أثر الحرارة ،، و العهدة على الراوي أن زوجها صار يكره السودانيين حتى أنه طلب نقله من فرع لآخر لأن الذي يجلس بجانبه في المكتب سوداني تفوح منه أحيانا ريحة الدخان إياه.
قبل حرب تحرير الكويت ،، وصلتني من السودان كمية من اللوبا لزوم البليلة
أها عملنا البليلة فجاءت جارتنا الفلسطينية و ذاقت البليلة و هي معتادة على الدخول لمطبخنا و ( الكركبة ) بين حلله و صحونه و هي تقول ( أكلاتكم زاكية و الله ، شو طابخين اليوم ) ،، و ما هي إلا دقائق معدودة حتى سمعنا جارنا و هو يخبط على الباب حتى كاد أن يكسره و عندما فتحنا الباب وجدناه يسند زوجته التي لم نعرفها من أول وهلة حيث كان وجهها كالفشفاش المنفوخ من شدة التورم ، واختلط حابل وجهها بنابل رقبتها فصار الوجه كله كأنه يرقد على عظام الترقوة ، وعيونها عبارة عن شرطتين غائرتين جوة الراس و كأنهما قدود جلد،، و في المستشفى قال الطبيب أن لديها حساسية مفرطة من هذا النوع من النباتات البقولية ،، و عندما عاتبت زوجتي قالت أن الفلسطينية ما عندها أدب ،، تخش المطبخ بلا إستئذان و تضوق أي شيء بدون ما تسأل و تحاول أن تعرف أي شيء سوداني وخاصة الأكلات ،، وقالت زوجتي و هي تمد بوزها : يعني بعد كدة ، كل حاجة تجينا من السودان أعمل لي جارتنا دي فحص حساسية قبال تضوقا ولا شنو ؟ والله تاني مش الضواقة ،، شمومة ما تشمها.
فعرفت يومها من لوية بوز المدام أن الفلسطينية لن تخطو منزلنا لأكثر من مساحة الصالة و أنها لن تستمتع بعصيدتنا بعد اليوم.





بواسطة : admin
 0  0  6346
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:41 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.