• ×

(ولادة إمرأة) علي الهواء مباشرة ..!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ السودانية إمرأة أدركتها آلام المخاض،توجهت إلى مستشفى ألبان جديد برفقة زوجها،تفاجأ الزوج بأن قسم الولادة بالمستشفى لايعمل،الطبيعي أن يتوجه إلى أقرب مستشفى أو مستوصف،وقد حدث ذلك،توجه الزوجان إلى مستشفى،للأسف خاص،المستشفى الخاص رفض استقبال الحالة لعجز الزوج عن دفع الرسوم المقررة،وبينما الزوجة تتوجع،أصرت إدارة المستشفى على موقفها،بكل بساطة هذه المرأة الحبلى وضعت مولودها في الشارع،حيث لم يفصلها عن المارة،سوى عباءات بعض النساء اللائي قمن بمساعدتها حتى تضع مولودها،هذا ليس مشهداً كتابياً من فيلم آكشن بطلته انجلينا جولي،هذه واقعة حقيقية بطلتها إمرأة سودانية،حدثت هذه الواقعة نهاية 2011م،ذات التاريخ يعيد نفسه، ثلاث سيدات يضعن مواليدهن في باحة مستشفى الخرطوم بعد إغلاق قسم الولادة نتيجة تلوث بكتيري،وقد تراجعت المستشفى عن تصريحها الذي أوردته بعض الصحف،أياً كان،النتيجة بين أيدينا أن ولادة على الهواء تحدث في قلب العاصمة،ولو أن هذه الحوادث وقعت في أرياف السودان البعيدة عن المدن لكان القول مقبول أن إهمال يرجع لضعف التثقيف الصحي تسبب في ذلك،لكن حدث هذا في مركز السودان،الصحة في طريق انهيار شامل،طالما أن حوادث مثل هذه تقع ودون أي محاسبة،دع عنك استقالة،لأن هذه الأخيرة لن تحدث طالما أن الوضع مستقر على حاله منذ سنوات.ما يحدث في قطاع الصحة وبهذه الفظاعة لا يستحق أقل من استقالات جماعية،الوضع الآن دخل مرحلة المساس بالأرواح وبكل جرأة ودون مساءلة ولا محاسبة،وللأسف حكومة ولاية الخرطوم تتجه في اتجاه المؤامرة المعتاد وتصف النقابة بأنها تحمل أجندة سياسية وتتدخل في ما لا يعنيها،ذات الطريقة التي تعاملت بها السلطات إبان إضراب الأطباء،هب أن أجندة سياسية يتبناها الأطباء،لماذا تترك السلطات كل هذه الثغرات لاستغلالها سياسياً،ماذا لو قامت بواجبها على أكمل وجه حتى تقي نفسها شر الأجندات.

ما بعد هذه الحادثة ،الولادة في الشارع، التي هي لم تكون الأولى كما أنها ليست الأخيرة إن استمر التعامل مع أرواح الناس بهذا الإهمال واللامبالاة،على وزارة الصحة أن ترفع يدها عن الصحة وتعلن للملأ أنها فشلت في إدارة الصحة بالبلاد أو على أقل تقدير فشلت في الحفاظ على الحد الأدنى من الأداء،طالما أن كل ما يحدث من كوارث يمر دون مساءة ولا محاسبة ولا استقالة ولا إقالة،لقد صدق وزير الصحة حينما قال أمام البرلمان إنه لا يملك عصا موسى لإنقاذ الصحة بالبلاد..إنها أرواح بشر وليست سلع تُباع وتُشترى،التردي الذي وصلت إليه الصحة بالسودان هو جزء من تردي طويل ومتشعب،لكن الصحة لا تحتمل أكثر مما احتملت،إن كان للأرواح قيمة.
شمائل النور ـ الجريدة


بواسطة : admin
 0  0  2051
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:04 صباحًا الجمعة 26 أبريل 2024.