• ×

عثمان ميرغني يكتب : (قنبرة) الشعب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية يستخدم السودانيون وصف (القنبور) للدلالة على الرأس الخاوي من الفطنة.. الذي يسهل إمالته أو استمالته حيث ما كان.. فهل يرى المهندس إبراهيم محمود حامد مساعد رئيس الجمهورية.. في رأسنا هذا (القنبور)..؟

بالله أقرأوا معي هذا الخبر الذي نشرته صحف الأمس (إتهم السيد إبراهيم محمود، عضو آلية (7+7)، بعض الجهات السياسية بالخارج بالسعي إلى إنتاج وثيقة ضد الوثيقة الوطنية التي أنتجها الشعب السوداني عبر أحزابه السياسية ومنظماته الوطنية في نهاية مداولات لجان الحوار الوطني .وقال، خلال مخاطبته حفل تكريم الاتحاد العام للمرأة السودانية، الثلاثاء، لآلية (7+7)، عقب إنجاز الوثيقة الوطنية، إن جهات سياسية بالخارج لم ترضَ بالإنتاج الوطني السوداني، وأرادت أن تتعامل بردود الأفعال بإنتاج وثيقة مضادة. وأكد محمود أن التحدي القادم. أمام القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني هو حراسة الوثيقة الوطنية).

ما معنى (وثيقة مضادة) لوثيقة الحوار الوطني ؟؟

بالله حاول أن تمد يدك إلى رأسك وتلمس (القنبور) لتفهم معنى (وثيقة مضادة).. أفتح أمامك وثيقة الحوار الوطني وحاول أن تستخدم كل عقلك الذي خلقه الله لتميز به الأشياء.. و أشرح لي كيف يمكن إنتاج (وثيقة مضادة لوثيقة)! إلا إذا كان الأمر مجرد لعب على (القنابير)..!!

سأقرأ لكم واحدة من بنود (الوثيقة الوطنية) تقول: (في العلاقات الخارجية، إنتهاج سياسة حسن الجوار مع كافة الدول وتأكيد وتعزيز علاقات التكامل والتعاون في المحيطين الإقليمي والدولي)

بالله هاتوا لي (وثيقة مضادة) في هذا البند..!!

بكل يقين كلمة (وثيقة مضادة) هنا لا يمكن أن تقال إلا لمن يفترض فيهن أنهن (ناقصات عقل...) لا يتفرسن في الكلمات التي تلقى على أسماعهن (طبعاً المهندس إبراهيم كان يخاطب النساء بتلك التصريحات).

ولو افترضنا جدلاً أن هناك مجموعة سودانية تعكف على (إنتاج وثيقة) وتجاهلنا كلمة (مضادة) هذه التي قالها إبراهيم محمود.. ألا يندرج ذلك تحت مسمى (حوار).. طالما هي (وثيقة) وليست قنبلة أو دبابة!! ماهو الفرق بين (وثيقة) و(وثيقة مضادة).. كيف تميز بين الوثيقة والمضادة.. هذه (قنبرة)لا يصح افتراضها في هذا الشعب (الصابر على المحنة)..

خطورة ما يقوله المهندس إبراهيم محمود أنه يبيع (الهواء معلباً) لشعب شيمته الفطنة والاستنارة.. فالذي أنتجه الحوار الوطني وأطلق عليه (وثيقة وطنية) هي أوراق لا قيمة لها إلا إذا تحولت إلى تشريعات دستورية وقوانين.. فتحرسها بعد ذلك المحكمة الدستورية.. وكل من ينتج وثيقة أخرى .. مضادة أو غير مضادة القول الفصل فيها أن تتحول إلى تشريعات وقوانين.. فما هي المشكلة مثلاً إذا جاء يوم النظر في التشريعات فرأى نواب البرلمان الأفضل الأخذ ببعض بنود الوثيقة (المضادة!!) لرصانتها.. فالمحك هو ما يحوله البرلمان إلى قوانين.. وليس (الوثيقة) مضادة أو غير مضادة..

حضرت للسيد إبراهيم محمود مؤتمرين صحفيين سابقين.. ظللت أتحسس رأسي كلما نطق بتصريح.. خاصة عندما قال أن مهمة الصحافة (التبشير) فسأله أحد أساتذتنا بم نبشر الشعب؟. رد عليه إبراهيم محمود (بموسم الأمطار الوفير هذا العام)..!! بصراحة .. نحن لا نستحق مثل هذه (القنبرة).!!
التيار


بواسطة : admin
 0  0  1029
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:54 مساءً الأربعاء 24 أبريل 2024.