• ×

سخط علي نقل سفريات موقف شندي لمنطقة نبتة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية أثار قرار والي الخرطوم الرامي إلى نقل موقف شندي بمحلية بحري الى موقع آخر، ردود أفعال متباينة، فالبعض يرى صعوبة نقله في الوقت الراهن لعدم تجهيز الموقع البديل الذين يؤكدون أن العمل فيه يحتاج لسنوات، فيما يعتقد آخرون بأن نقله إلى موقع بعيد يعني زيادة معاناة المواطنين.

وبالمقابل اتفق أصحاب شركات نقل مع القرار لجهة أن الموقف الحالي وكما يشيرون بات ضيقاً.

على خلفية القرار
وكان والي الخرطوم فريق أول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين قد أصدر قراراً بنقل موقف بصات شندي من موقعه الحالي إلى مدينة نبتة شمال بحري، وذلك لمعالجة الاختناقات المرورية والتكدس في منطقة الموقف، ووجَّه السلطات بتطبيق القرار. وأثار الخبر حفيظة القائمين على أمر الموقف من لجنة إدارية إلى غرفة حافلات بالإضافة إلى السائقين وأصحاب المحلات التجارية الذين كانوا قد رفضوا من قبل فكرة ترحيل الموقف إلى مخطط نبتة السكني.

المحلية تحسم أمرها
بيد أن سلطات محلية بحري أصرت على تنفيذ الخطة، وشرعت في تشييد الموقف بالمخطط، بل وحسبما روت مصادر من داخل المحلية لـ(الصيحة) أن المحلية تتجه إلى طرح موقع طلمبة وقود مميز داخل الموقف بمليارات الجنيهات، وفيما يبدو أن مطالبات العاملين في الموقف لم تجد الآذان الصاغية لسماع تبريراتهم التي تسند تمسكهم بالموقع القديم، فالسؤال الذي يبحث عن إجابة: لمصلحة من تتم الترتيبات لترحيل الموقف إلى مدينة نبتة؟ وهل صحيح أن المحلية تنوي طرح الموقف الحالي للاستثمار كما أشيع وهل فعلاً أن صاحب عمل شهير له مصلحة في ترحيل الموقف لإقامة مشروعه الاستثماري الضخم على أرض الموقف القديم؟ أما للأمر علاقة بالتخطيط الهيكلي الجديد لولاية الخرطوم؟ أو ربما أرادت محلية بحري أن تنقل الخدمات إلى المناطق الطرفية كما تفعل وزارة الصحة الولائية؟

استياء كبير
سخط عام قابل به أصحاب البصات السفرية قرار ولاية الخرطوم بتحويل موقف شندي لمنطقة نبتة بالقرب من الطريق الدائري، ذلك الموقف الذي يعتبره المواطنون محطة كبرى للسفر للولايات وحتى خارج السودان عن طريق البر بورتسودان، عطبرة، شندي، القاهرة، أسوان.. وقال عدد منهم لـ(الصيحة) إن الموقع الجديد يبعد مسافة (200) كيلومتر عن الموقف الحالي مما يؤدي للإضرار بمصالح المواطنين وأصحاب المركبات بشكل خاص، نافين مسؤوليتهم عن ضيق الموقف والذي أشاروا لإحاطته بالأكشاك الخاصة والعمارات الاستثمارية ما أحدث ضيقاً في مساحته.

وكان لابد لنا من عرض آراء العديد من رواد الموقف من أصحاب الشركات والسائقين وأصحاب المحلات التجارية حول الموقف. كذلك رأي النقابة زيادةً على المشهد العام للموقف.

وللنقابة رأي
امتنع القائم على إدارة السوق من قبل المحلية عن الحديث مطولاً في هذا الأمر، معللاً ذلك بأن الصحف دأبت على زيارتهم في الأيام الأخيرة كثيراً، وأشار إلى أنه أخبر جميع الصحف بما سوف يتم، لافتاً إلى أنهم موظفو حكومة وليسوا بمسؤولين حتى يصرحوا بموعد نقل الموقف من بقائه، مشيراً إلى أن هذا الشأن هو شأن الوالي والمعتمد، وأن ما عليهم هو فقط تنظيم الموقف والاهتمام بشؤون العاملين به سواء كان هذا الموقف في موقعه الحالي أو تم تحويله إلى مخطط نبتة، وأعرب عن تمنيه أن يتم البت في أمر الموقف الجديد بسرعة دون تأخير، كما رفض ذكر اسمه معللاً ذلك بأن الكلام أصبح معاداً وأن تصريحاته بجميع الصحف.

قلق وخوف
(صديق آدم رحمة) السائق ببصات التوكل، أعرب عن قلقه من تحويل الموقف إلى نبتة حيث أن الموقف هناك سيكون بعيداً بالنسبة للركاب، كما بيَّن أن الموقف الجديد يفتقر للمقومات المطلوبة مثل الكثافة البشرية وتقاطع مواصلات ومركز تجمع الركاب والخدمات المختلفة، مشيراً إلى قرب سوق بحري من الموقف.

أما (المقداد علي) السائق بسفريات الساطع، فقد أوضح أن الموقف الحالي ضيق نسبياً وهو سبب أساسي في ازدحام المواصلات وتكدسها، كما أن طبوغرافية المكان لا تدلل على أنه موقف سفريات كبير، مشيراً إلى أن موقف شندي من أهم المواقف في الخرطوم ويشمل العديد من الرحلات السفرية إلى أغلب ولايات السودان، إن لم يكن إلى جميعها، كذلك وصل به الحال أن تكون به رحلات إلى خارج السودان، ومثال لها رحلات إلى الدولة الشقيقة “مصر” وبشأن تحويل الموقف أعرب أنه مع التحويل، ولكنه تخوف من افتقار الموقف الجديد إلى مقومات موقف شندي، التي ذكرها زميله سابقاً.

ضد القرار
ويرى (يوسف الرحيمة) سائق ببصات حدباي في قوله، التغيير لمكان الموقف الحالي غير موفق ولكنه أوضح أن الموقف يحتاج إلى ضبط وربط، موضحاً ذلك بأن الموقف يعاني من السرقات، كذلك عدم تنظيم بيع التذاكر والمساحة ضيقة بالموقف، كما أشار إلى أن تغيير الموقف هو قرار من الوالي، وربما يكون لأغراض استثمارية، وقال إنهم كسائقين لا يتضررون أكثر من الركاب إذ أن أغلب الركاب كانت مواصلات سوق بحري متوفرة لهم، ولكن حين تحويل الموقف إلى مخطط نبتة سيجلب معاناة الوصول إلى الموقف.

ضرورة النقل
بالمقابل أكد (جمال الطيب)، سائق بص، أنه مع تغيير موقع الموقف الحالي، إذ أنه يرى أن الموقف الحالي به العديد من المشاكل التي حدت من توسع الموقف، وقال إن غياب التنظيم جعل من شكل الموقف غير لائق وأهم تلك المشاكل ضيق الموقف ما استدعى أن تقف أغلب البصات خارجه، كل ذلك أدى إلى إرهاق الركاب وتعدد (الطراحين)، كذلك عدم التنظيم في شحن البصات، وأضاف: أنا مع تحويل الموقف لموقع آخر، شريطة أن يتوفر به التنظيم والاهتمام من قبل المسؤولين.

مصلحة خاصة
ويرى (عثمان نادر) أن السلطات تفكر في المصلحة الخاصة ولا يهمها أمر المواطن، إذ أن تحويل الموقف فقط للاستثمار الشخصي وفكرة الترضية, وبالنسبة لأمر الموقف وضيقه، قال إن المسؤولين إذا أرادوا توسعته لا يحتاجون لتوصية، ولكن الأمر هو خطة لترضية لا أكثر وأن تحويل الموقف عموماً سيضر بأصحاب البصات والعاملين في الموقف وبالمسافرين وبالمنطقة، وقال إن السائقين ضد التغيير من الموقف الحالي إلى الموقف الجديد.

اشتراطات
(عباس الشريف حمد النيل) مدير مكتب التوكل أبوحمد، يرى بحسب وجهة نظره أن الموقف الحالي ضيق جدًا وهو مع تغيير الموقف، ولكنه طالب بأن يكون الموقف الجديد أكثر ضبطاً وتنظيماً من الموقف الحالي، وأما (محمد اليسع علي)، فقد عبّر عن علمه بالأسباب التي استخدمت في اتخاذ القرار بنقل موقف شندي إلى نبته، ولفت إلى أن الموقف يسبب زحمة، لذا وجب نقله من مكانه، ولكن ليس إلى نبتة، مبيناً أن حي نبته عموماً يفتقر إلى المقومات الأساسية، ألا وهي المواصلات، أما (أبوبكر عبد الرازق)، فأشار إلى أن الحكومة دائماً ما تلجأ للقرارات التي تريحها هي وتسبب العنت والعذاب للشعب، وأضاف: “صحيح أن موقف بصات شندي بوضعه الحالي يسبب مشكلة في المواصلات، ولكن بقليل من التخطيط يمكن تجنب هذه المشكلة بتوسعته بالاتجاه جنوباً خاصة أن المنطقة الجنوبية للموقف خالية من المباني وتخطيطها سيساعد على حل الازدحام على أن يتم نقل المباني التي توجد بها إلى نبتة.

المواطنون يتوجسون
المواطن (صدام فرح)، يرى أن الموقع الجديد بعيد تماماً وموقف شندي القديم قريب لمكان المواصلات، كما أنه قريب من المركز، بينما موقع نبتة وبه إشكاليات عدة أهمها المواصلات، كذلك عدم علم الكثيرين بالمنطقة، علاوة على افتقارها للخدمات المتوفرة بالقرب من موقف شندي الحالي.

أما المواطن (مهند عباس)، فهو يرى أن سياسات الحكومة استثمارية بحتة، إذ أن أغلب التغيرات التي حدثت في ولاية الخرطوم من أجل المصلحة الخاصة، ومثال لذلك الطلمبات المختلفة التي يمتلكها أفراد، كما أشار إلى مواقف المواصلات العامة التي لم يستفد منها المواطن بصورة كبيرة، بل إنها سببت مشكلة أكبر من التي كانت، لافتاً إلى تزايد الازدحام، وأشار إلى أن ما نراه حالياً هو الانفلات في المركبات العامة وعدم اتباعها خط سير معين، مشيراً إلى موقف شروني بوسط الخرطوم، وقال: عندما تم تحويل الموقف من مكانه الأول إلى شروني واتضح أن الفكرة هي فكرة استثمارية خاصة، وكذلك موقف جاكسون.
أبوبكر عيسى
صحيفة الصيحة


بواسطة : admin
 0  0  2832
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:37 مساءً الأربعاء 24 أبريل 2024.