• ×

نجم الشاشة محمد محمود (حسكا) : (المذيع ما كرافتة) !!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية في أرض تعهدت تربتها بإنجاب المبدعين ورعايتهم فقط عبر مجتمعها الغارق في التسامح وقبول الآخر في (السوريبة).. قريباً من مدني ولد محمد محمود أحمد.. لمزيد من التعريف يمكنك أن تطلق عليه لقبه (حسكا)، وكان الشريف زين العابدين يناجي الشاب في أوبريت سودانية حين يكمل الوصف (مطروحة الجبين من سوبا لسنار).. حين تجد الابتسامة تخرج إليك قبل الصوت من المايكرفون الذي يعلوه شعار قناة النيل الأزرق تيقن ساعتها بأنك أمام المذيع الذي يجد قبولاً من كافة فئات المجتمع ومن فئة السيدات، وهن ينتظرن صباحات النيل الأزرق في يوم حسكا. يقول الشاب في حديثه لـ (اليوم التالي) حول هذا الأمر عبارة واحدة "القبول من الله".
زول ومكرفون
يقول محمد محمود إنه كان مفتوناً بذلك الرجل، وهو يجوب بعربته التاكسي شوارع مدني وعبر المايكرفون المعلق فيها ينادي الناس على قمة كروية تجمع الأهلي والاتحاد أو يدعوهم إلى حضور فيلم هندي جديد يعرض على شاشة سينما ود مدني أو لحفل ساهر يحييه أحد الفنانين القادمين من الخرطوم من ساعتها، وأنا أتمنى أن أكون الزول الواقف خلف المايكرفون.. يكمل محمود بأن بداياته مع المايكرفون كانت في المرحلة الوسطى بعدها انطلقت معه ودون توقف حتى الوصول إلى محطة النيل الأزرق.
ود الإذاعة
يقول محمد محمود بأنه يظل مديناً بشكل كبير للإذاعة التي تفتقت فيها مواهبه بل يراهها السلم الذي صعد عبره بالرغم من أن هناك اختلافاً كبيراً بين العمل في الإذاعة والظهور من خلف الشاشة. يقول عن ذلك إنه في الإذاعة أنت من تملك المستمع وفي التلفزيون هو الذي يملكك، وفي كل الأحوال فإن العلاقة بينك وبين من يتابعك بغض النظر عن الوسيلة هي أنك في كل الأحوال ملك لذلك الذي يقتطع من زمنه ليمنحك متعة أن يشاهدك أو يستمع إليك في كل الأحوال يظل المذيع ملك للجمهور.
قصة النيل الأزرق
يستعيد الشاب ذاكرة طفولته الباكرة، وهو يسبح في أعماق النيل الأزرق في منطقة ود العباس شرق سنار لم يكن يتوقع ساعتها أن يواصل السباحة داخل الأزرق دون توقف حين يستدعي حكاياته مع المايكرفون فإنه يحكي عن بداياته الأولى في إذاعة وتلفزيون ولاية النيل الأزرق التي عمل فيها لمدة عامين، يقول إنه في تلك الفترة كان منهمكاً في العمل الإذاعي بشكل كبير، وكل ما يحتفظ به من أرشيف تلفزيوني كانت حلقة واحدة لم يعد يتذكر حتى موضوعها الآن، ومن النيل الأزرق الولاية إلى النيل الأزرق (القناة) يوضح أن الفرق بين ما يحدث هناك، وما يحدث هنا هو مثل الفرق بين الدمازين الهادئة والخرطوم الصاخبة في بلاد تقبض عليها المركزية بكلتا يديها، وهي ذات حالة التمسك بالبقاء داخل أضابير قناة النيل الأزرق وعدم مغادرتها رغم أن هناك عدداً من العروض للعمل في محطات أخرى، لكنه مثل السمك أن خرج من الأزرق سيموت أو هكذا يرى ضرورة رد جميل القناة، كما أنه يرى أنه لا يزال يمتلك الكثير ليقدمه هنا النيل الأزرق القناة تبدو مثل النيل، فهي ملك لجميع السودانيين وخصوصاً المغتربين، فهي تمثل نقطة اتصالهم بالأرض والناس.
مسيرة المتاعب
زيي وزي كل الشباب السوداني الوصول إلى ما تبتغي هي رحلة من المتاعب المرهقة والممتعة، فإن واحداً مثل كل أولاد الأقاليم، فالدراسة لا تكتمل دون أن تجد عملاً في أي مكان التجربة التي تظل محركة لكل ما يأتي بعدها هي فترة العمل كأمين مخزن في كافتريا استيلا ببحري، وبحري تفاصيل أخرى، كنت أقيم في غرفة مواجهة للكافتريا.. هنا بدأت تتفتح الأفئدة نحو تلك البلاد وتفاصيلها المبنية بطينة التعدد حين يضيق بك المكان يتسع بوجود المذيع سعد الدين حسن، وحين تضيق أكثر تجد في حروف وكتابات أبكر آدم إسماعيل مساحة أخرى (كل البلد للناس لا خاصة لا عامة)، نعم مثل هذا النوع من التفكير قد يقودك للسقوط في منصة التصنيف، هذا معنا وذاك في معادلة الضد، في الحالتين تظل المعاناة موجودة، الرابح فيها هو ذلك المنتصر بالوقوف في محطة ما يرفع هامة شعبه ويزيح المعاناة عن كاهله خلف الشاشة، لا يمكنك أن تكون غير ذلك الشخص الذي يجب أن يمثل الجميع أن يكون سودانياً مثلهم لا أكثر ولا أقل، وهذا ما أسعى للنجاح فيه.
محطة الحزن المطير
يقول إن أصعب المواقف التي واجهته كمذيع كان خميس رحيل محمود عبد العزيز الذي تجمعه به علاقة خاصة جداً. ويستطرد في ذلك اليوم دخل الامتحان الأصعب في حياته، وهو لا يدري ينعي محمود لعشاقه أم يبكي غياب صديقه في لحظة انهد فيها أحد أركان السودانية الحقة، فلم يكن محمود مجرد فنان بل إنسان له معانٍ خاصة، وخاصة جداً، يكمل: أضعنا (محمودنا) حيث لا يجدي الآن البكاء على اللبن المسكوب ولا ينسى أن يستعيد عبارة كان يرددها الراحل في حضوره (انت بس الله يقدرك).
علي بوابة الخروج
يتمسك (حسكا) بتلقائته حين يقول: هو منو القال ليكم المذيع ربطة عنق وشكة؟ كل الفكرة هي أن تكون من الناس وإليهم من يتهمونني بالتلقائية الزائدة عن اللزوم، لا يحسون متعة أن تكون أنت ذات الزول برة الشاشة وجواها، فهذا الأمر هو الذي يأتيك بالقبول الذي يمنع عنك غول الهجرة الذي لم يترك أحداً.. هنا يؤكد محمد محمود أنه باق في هذه البلاد ولن يغادرها في هذه الأرض ما يستحق الحياة أن تأتيك دعوة في الصباح الباكر من إحدى أمهاتك وعلى الهواء مباشرة تخبرك بأنك تشبه ولدها، وتختم المكالمة بـ (الله يديك العافية)، وما العافية إلا وطن وناس يمنحونك المحبة
الزين عثمان ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  3337
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:51 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.