• ×

نهار :طلبت من وزير المالية إعلان مرتباتنا (عشان جوطة اكلتو البلد) !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات ** تنقل بين عدد من المناصب التنفيذية من وزارة السياحة والبيئة الى وزارة النقل، وأخيراً إلى وزارة العمل، بجانب رئاسته لحزب الأمة الفيدرالي.. كل هذه المهام قد تجعل من الدكتور أحمد بابكر نهار رجلاً استثنائياً، وتضفي على الحوار معه شيئاً من العسر، لكثرة الملفات التي يمسك بزمامها، ولكن بالرغم من ذلك فإن الرجل لم يبخل علينا بوقته. جلسنا إليه زهاء الساعة ونصفها نقلب معه ملفات اتسمت بالسخونة، إلا أن الرجل امتاز بسعة الصدر و(طولة البال) في الإجابات.. وما بين العمل التنفيذي والعمل الحزبي كانت هنالك الكثير من الاستفهامات.. فإلى الإجابات.
* وزارة العمل اسم على غير مسمىً.. ووفقاً لبيانكم الأخير في البرلمان فإن نسبة التوظيف ضئيلة بالنسبة لأعداد الخريجين..!
- سؤالك بأن وزارة العمل بدون عمل، واسم على غير مسمى؛ هذا تعبير صحفي جميل.. طبعاً هنالك وزارات العمل فيها ملموس لدى الشارع، وملموس لدى الإنسان.. مثلاً الداخلية الشرطة متواجدة في الشارع، وفي كل مكان، إذا كانت الشرطة غير موجودة إذن هنالك خلل، وهذا يدل على أن الداخلية عملها ملموس وموجود.. وأيضاً كنا في وزارة النقل والطرق؛ إذا كانت الطرق غير موجودة الناس (بتنق).. النقل إذا كان غير موجود الإنسان يشعر بذلك.. إذن هنالك وزارات لها أثر مباشر على الإنسان.. هنا في وزارة العمل لسنا جهة تشغيلية.. نحن جهة تخطط وتضع السياسات لجهات أخرى لتشغيل الخريجين.. نحن كوزارة عمل ليس لدينا تشغيل، لأنه ليس لدينا مشاريع، لكننا نضع السياسات والخطط لكثير من الوزارات لتشغيل المطلوبين، غض النظر عن أنهم عمال أو خريجون؛ نضع لأية جهة احتياجاتها.. نحن نسهل أيضًا للعمالة الخارجية، ولمن يعملون بالخارج.. نحن لدينا الاستخدام والاستقدام، وهذه إدارة كبيره جدًا تنظم بالرغم من أن هنالك أعداداً تغادر البلاد بطرق غير رسمية، وهنالك أعداد تدخل الى السودان بطرق غير رسمية أيضاً، ولكن الطالع برة والداخل للسودان هذا كله مفروض تنظيمه عبر وزارة العمل.. من يهاجر للعمل في مجال الطب أو الهندسة هنا لا يوجد مردود ظاهر لوزارة العمل أن الوزارة أسهمت أو دعمت هذا الجانب، نحن نعطي المؤشرات الهامة جداً، وهذا عمل مهم جداً.. مثلاً وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ننسق لنعرف ماهي احتياجات السوق، لذلك مخرجات التعليم لابد أن تكون مواكبة لاحتياجات السوق الداخلي والإقليمي والخارجي؛ إذا كان هنالك من يريد الهجرة والعمل بالخارج، وهذا جزء هام من عمل الوزارة على سبيل المثال.. نحن نعمل على تقليل الهجرة والمحافظة على العدد الموجود من الجامعات والخريجين منهم مع التوسع في التعليم التقني والفني والتدريب المهني، وهؤلاء يوم أن يتخرجوا ويتم استيعابهم على الفور في القطاع الخاص والعام.. على سبيل المثال مركز التدريب المهني في كوستي الدفعات التي تتخرج منه تعمل فوراً في سكر كنانة وعسلاية وأسمنت ربك، ولا يبقى منهم أحد. نحن لابد أن نأخذ لنا وقفة ومراجعة مع الذات؛ هل السلم والنظام التعليمي في السودان الذي يدفع بأعداد كبيرة من الخريجين حاملي الشهادات النظرية، السوق لا يريدهم، ولكن العقلية في السودان أي شخص يريد وظيفة مكتب وتربيزة، وهذا لا يدوم في المستقبل.. الآن الدولة تحتاج للتطور في البنيات التحتية ينبغي أن نلجأ الى نظام تقوية المراكز التدريب المهني والتلمذة الصناعية وهو مانحتاج إليه في البنيات التحتية يوجد عدد من المهندسين والعمال غير مهرة وفي الوسط بين ذلك لابد أن يمضي تخريج هؤلاء فهم من ينمون العمل في كل القطاعات.
* ولكن التدريب المهني والتلمذة الصناعية يحتاجان الى تغيير مفهوم لدى المجتمع السوداني الذي يرى أن التلميذ الذي يتجه نحو هذا النوع من التعليم غير ناجح في التعليم الأكاديمي.. هل الوزارة لديها خطة من خلال آليات محددة لترغيب المجتمع في هذا النوع من التعليم؟
- نعم.. مثلا العام الماضي نتيجة الخريجين للعام قمنا بعمل احتفال وشهادات وتخريج ويوم كامل يشابه تقديم الشهادة السودانية.. خلاف لذلك نعمل على تغيير هذا المفهوم تدريجياً عبر الاذاعة والفضائيات نعمل على تغيير مفهوم الثقافة العمالية لدى المجتمع السوداني، والإنسان السوداني يتدرج في فهمه الجمعي، لأن هنالك مهارات تظهر لدى الأطفال في شكل مخاطبة؛ يتحدث ويستمع بصورة جيدة.. وهنالك مهارات يدوية وصاحبها قد لا يجيد الكلام لكن من مرحلة الطفولة يكون مشغولاً بأشياء، والأسرة نفسها قد لا تستوعب هذه المهارة.. مثلا يأتي بصندوق كبريت وعجلات ويقوم بتركيبها كعربة، وهنا لابد من تنميتها وليس زجره، فالمساق الأكاديمي يقوم على الحفظ والفهم، أما مهارة الطفل في التركيب الناس لا تستوعبها ولا تتعرف عليها حين تراها.
* هل يوجد تنسيق مع وزارة التربية والتعليم للكشف المبكر عن هذه المهارات؟
- الآن نعمل في هذا الصدد. لا زال الفهم متخلفاً في جانب التعليم التقني والصناعي وهذا الشئ موجود ولكننا الآن شرعنا في التنسيق في هذا الصدد مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في كيفية ملاحظة واكتشاف الطالب الماهر اليدوي، وليس التركيز على هذا بليد لم يحفظ ولا يصبح جل التركيز مع العمل الأكاديمي النظري.
* تحدثت عن أن وزارة العمل معنية بالاستخدام والاستقدام الخارجي.. هل لديكم أي ضوابط لوضع حد معين للكوادر المهاجرة؛ بمعني عدد معين وبعدها يقفل باب الهجرة؟
- وضع أي ضوابط يدخلنا في مسألة حقوق الإنسان. من حق الإنسان وهو حر في أن يتنقل ويعمل في المجال الذي يختاره، نحن نضع مؤشرات تفيد الوزارات.. ممكن نقول مثلا أننا في هذا العام لحظنا أن الأطباء المهاجرين عددهم كبير، لكن لانستطيع أن نمنعهم، لأن هذا حق وكل إنسان مخير، لكن ممكن وزارة الصحة تكون لها ضوابط لهذه المسألة، أو المجلس الطبي، لكن نحن كوزارة لا يمكننا المنع؛ فهنالك من يقول لنا لماذا لم توقفوا السودانيات الراغبات في العمل بالخارج؟ نحن نحاول نضغط عبر الطرق التي لا تدخلنا في مساءلات قانونية فمن حقهن الذهاب ولكن نقول إنه لا بد أن يكون معها محرم، وتحدد طبيعية المهنة التي تهاجر لها.. أحياناً تكون هنالك من ترغب في السفر لزوجها، وهذه لا يمكن منعها. نحن نعمل الآن مع السعوديين لتحديد من من حقه اصطحاب زوجته تلافيا للمشاكل.
* أصدرت الوزارة قراراً سابقاً بمنع السودانيات للعمل كحارسات وخادمات منازل.. إذا ثبت أن هنالك من هاجر للعمل في هذه المهن هل تضع الوزارة عقوبات أو إجراءات وتعتبرها مخالفة؟
- المنع لا يكون بهذه الصورة التي ذكرتها.. نحن هدفنا المحافظة عليهن وحتى لا تذهب إلى هنالك و(تتمرمط).. "ماكل السودانيين كويسين ولا كل السعوديين كويسين".. هنالك من يسئ المعاملة والشعب السوداني كله في الصورة.. نحن لا نريد ان تذهب واحدة وتصبح ضحية لسوء معاملة بمفاهيم قديمة انتهت، وأيضًا توجد معلومات خاطئة.. هنالك من تكون خريجة وتذهب الى عمل معين لتفاجأ بعمل آخر، وهنالك سماسرة ينشطون في ذلك بعد أن يقدم معلومات مغلوطة، وكل هدفه أن "يقبض حقه وبعد أن تصل هناك مافي زول بعاين لشهادتها، وتكون وظيفتها خدامة، وهذا هو الاتفاق بين السمسار والكفيل.. ألا تظنين أن هذه من المفترض أن تحميها الدولة؟ وهذا هو جوهر الأمر، ولم يكن القصد منعهن من العمل وتحسين أوضاعهن.
* هذا يؤدي الى سؤال آخر حول مكاتب الاستخدام الخارجي التي تعمل والضوابط التي تعمل وفقها.. ماهي الإجراءات العقابية التي تضعونها لهذه المكاتب حال وجود تجاوزات؟
- إذا ثبت وجود تجاوزات العقوبات متدرجة وتصل في نهايتها الى إغلاق المكتب نهائياً، وتوجد عقوبات صارمة، وأصحاب المكاتب يوقعون على التزامات محددة وعلى العقوبات أيضاً، وهنالك مبالغ موضوعة كضمان إذا حدث اي شئ هنالك مبلغ موجود كضمان.. الأمر ليس بهذه البساطة كل إنسان ينشيء مكتباً وهذا كل شيء.
* كم يبلغ عدد مكاتب الاستخدام الخارجي حتى الآن؟
- أكثر من 400 مكتب.
* هل تستطيع الوزارة السيطرة عليهم؟
- الوزارة تقوم بزيارات مفاجئة وحملات تفتيشية وقد ذهبت معهم مرة وشاركت في هذه الزيارات ونبحث عما إذا كان المكتب المعني يمارس بعمل المكتب أو هو عبارة عن رخصة فقط.
* الاستقدام الخارجي أو العمالة الأجنبية وفي ظل الظروف التي يعيشها السودان ألا تعتقد أنها تعمل على تضييق الفرص على العمالة الوطنية؟
- الضوابط التي نضعها للوظائف غير المغطاة أو العمالة الوطنية لا تقدر عليها "نحن مافاتحينها ساكت".. الذين يأتون باللغة العامية (كيري) نحن لا نستطيع السيطرة عليهم، لكن الشركات والمصانع الكبيرة تستقدم حسب حاجتها، ويتم ذلك بالاتصال بنا، ومعرفة تفاصيل العمالة الآتية ونوع العمل والوظيفة أو المهنة ويتم التأكد بأن لا أحد في السودان يستطيع القيام به ولا يمكث في البلد حتى النهاية.. هناك مدة معينة.. في المدة هذه يتم تدريب سودانيين في الوظيفة المعنية.. إذا كل الناس التزموا بالضوابط سيكون كل شيء على ما يرام، لكن الهجرة غير الشرعية لا سلطان لنا عليها.. هنالك جهات أخرى مثل وزارة الداخلية تشترك معنا في هذا الأمر.
* ألا تمتلك وزارة العمل حقاً في مطالبة الأجانب باستخراج تصاريح من الوزارة حتى يتمكنوا من ممارسة هذه المهن؟
- طبعا نملك هذا الحق.. نحن نطالب العمال الأجانب بتوفيق الأوضاع بالتنسيق مع وزارة الداخلية التي تسهل لهم المهام.. أما من لا يوفق أوضاعه فمن حق الداخلية ترحيله و(الكشات) تحدث نتيجة لعدم الالتزام بتوفيق الأوضاع.
* هل تمتلكون إحصائية للعمالة الأجنبية في السودان؟
بالتقريب في العام 2015 العدد الذي دخل ومثبت في وزارة العمل 4650 أجنبي و2567 هؤلاء عمالة آسيوية اتت في المشاريع الاستثمارية وهنالك 1305 هم في الاستثمار والبقية للمشاريع الأخرى.. وفي الربع الأول من العام الحالي بلغ العدد 581 أجنبي، منهم 11 بالمنظمات، 189 للاستثمار.. هؤلاء هم من وفقوا أوضاعهم وتم تقنين المسألة.. أما الذين جاؤوا بطريقة غير شرعية عبر الحدود الطويلة أرقامهم موجودة عند الداخلية.
* لازالت الشكاوى الكثيرة من تردي الخدمة المدنية تتردد وهنالك مشروع إصلاح الدولة ووزارة العمل هي رأس الرمح به كيف يسير هذا المشروع؟
- مشروع إصلاح الدولة هو مشروع لكل مكونات الدولة السودانية تتشارك فيه جميعها، بمعنى كل الوزارات والمؤسسات الحكومية والولايات والإنسان السوداني والصحافة والقنوات الفضائية.. لابد من ثورة في المفاهيم وانطلاقة الخدمة المدنية ليست شيئاً ملموساً يمكن أن أحركه من هنا وأضعه هناك.. لابد من وجود دافع داخلي حقيقي لأي انسان موجود في الخدمة المدنية أن أداءه من أدوات تطوير واصلاح الخدمة المدنية.. كل شخص في موقعه من الغفير والموظف والمدير والوكيل، الكل.. وعلى الصحافة أن تبصّر بالجوانب الإيجابية التي تدفع بالخدمة المدنية، وألا تركز على الجوانب السالبة، وتركز على أن الدولة فشلت.. إذن سنتستمر فاشلين.. ويجب أن نحتذي بتجارب الدول الغربية في احترام الخدمة المدنية.. هنالك ما في زول يتحدث مع إنسان أثناء العمل، والموظفون يسجلون حضورهم بالكروت ويتم الحساب بالساعات في نهاية الأسبوع دون مغالطة وفي ألمانيا المفهوم أن الإنسان إذا اشتغل صاح ألمانيا تذهب الى الأمام واذا اشتغل غلط المانيا تذهب الى الخلف.. هذا هو المفهوم.. هنالك يفكرون بهذه الطريقة.. إذا كل سوداني في موقعه فكر أنه لو اشتغل صاح السودان يمشي لقدام هذه هي المفاهيم التي يمكن أن تطور البلد وهناك الناس لا توقف العمل.. إذا كانت ضد الحكومة أو ضد الحزب الحاكم.. الناس هنالك يتكلمون عن الوطن.
* ألا يمكنكم كوزارة إسقاط هذه التجربة لضبط الخدمة المدنية ومنع كثير من الممارسات السالبة؟
- هنالك المسألة تربية قائمة من المدرسة، ومن المنزل.. وهذا هو دور وزارة التربية والتعليم.. لابد أن تغذي مثل هذه المفاهيم في التلاميذ.. لا يمكن أن نغذي هذه المفاهيم في إنسان عمره تعدى الثلاثين.. وزارات التعليم لابد أن تواصل في هذه العملية، وهي اسمها وزارة تربية، ثم التعليم.
* هذا الحديث موجود نظريا في الكتب ولكن لاوجود له على أرض الواقع؟
- القصة ليست قصة حفظ ولكن المسألة التطبيق.. بمعنى أن البيت والمدرسة لابد لهما من الاشراف على تطبيق الالتزام.. المسألة ليست كلها حفظا.. لا يوجد متابعة للتطبيق.. هنالك مدرسة في بحري؛ مدرسة نموذجية جاءت في المركز الأول، خلف مسجد المراغنة.. لهم نظام مفروض التربية والتعليم تحتذي بها لوجود متابعة تصل الى المنزل للطالبات، وبيحاولوا خلق علاقة بينهم وبين المنزل.. أصلاً الطفل يقلد الكبار، وهم يصلون في مصليات الموجودة في الوزارات، ولكن لايسألون أنفسهم عن ساعات العمل التي يقضونها، والأجور هل هم فعلاً قضوا الساعات التي مفترض يقضوها بالطريقة الصاح؟
* رؤيتك في ظل هذا الوضع متى سيتم إصلاح الخدمة المدنية؟
- أنا لا ادخل في علم الغيب، ولكن نحن حنتصلح متين؟ بمشاركة كل الأمة السودانية التي يجب أن تصلح مفاهيمها وتدخل النظام في حياتها.. مثلاً في كشك الجرائد في الدول الغربية إذا وجدت طفلاً بتقيف وراه، أما هنا اذا وجدته تقول "يا ولد زح كده خلينا نقطع"، وفي كشك الجرايد يوجد ثلاثة أشخاص واقفين قدامو يأتي واحد خلفهم بالله أدينا.. كلها مسألة متكاملة "ماممكن زول يشيل جزء ويخلي جزء".. المسألة موجودة في الثقافة العامة والتربية العامة والقيم العامة.. الآن الخدمة المدنية عبارة عن سلوك. في إحدى المرات جئت إلى الوزارة وجدت حافلات حوالى الساعة 12، يركب فيها الموظفون لأداء عزاء والدة إحدى زميلاتهم.. أنزلتهم وقلت لهم: "إذا كلكم مشيتو من يعمل؟ أمشوا بعد انتهاء ساعات العمل للعزاء".. كان ذلك في وزارة النقل.
* تصريح رئيس اتحاد العمل إنو الأجور لا تكفي 20% من منصرفات المعيشة.. وزارة العمل هل لها علاقة بتحديد الأجور أم هو شأن خاص بوزارة المالية لوحدها؟
- هذا الجزء غير خاص بنا لكن في مسألة الهجرة نقول إن سبباً من أسباب الهجرة تدني الأجور وهذه حقيقية، الأجور كلها متدنية من الوزير للغفير كل الأجور غير متناسقة.
* حتى الوزراء؟
* أيوة حتى الوزراء.. وأنا قلت لوزير المالية قول للشعب السوداني كم نأخد بدل الجوطة دي؛ "ماكلين البلد، وخامين البلد".. مرتبنا الأساسي لا يتجاوز الخمسة آلاف جنيه.. حتى نثريات السفر الوزير مفروض ينزل في فندق معين، ولكن لا يوجد أحد يجبر الوزير.. بدل أن ينزل في فندق خمسة نجوم، ممكن ينزل في ثلاثة نجوم، هو المتضرر من هذا الفرق، والفرق هو غير كبير، وأذكر في مؤتمر في تونس ألزمونا بفندق معين، ولكن نثرية السفر لم تكف حق الفندق لولا تدخل السفارة..!!
* هل هذا يعني أن نثريات السفر لا تكفي حتى حق الإقامة؟
- أحيانا لا تكفي، وهنالك مدن غالية مثل جنيف، لا يمكن للنثرية أن تكفي حق الاعاشة والوفود تحمل أكلها من السودان. وأحياناً ندخل في حرج إذ أن الوزراء من الدول المختلفة يقومون بعمل حفلات استقبال، بينما نحن نكتفي بحضور هذه الاستقبالات، ولكن لا نستطيع أن نرد عليها، والآن أي وزير يقضي فترته اتحداه اذا كانت مكافأة نهاية الخدمة تساوي 10% من قيمة سيارة عشان يركبها.. حتى كينيا، وهي لا تتقدم علينا كثيراً، زرتها عندما كنت وزيراً للسياحة بدعوة من وزير السياحة، دعانا في منزله ومكتبه، ولما قمنا للزيارة كانت بهيلكوبتر، وهو عضو برلمان لديه مكتب كعضو برلمان بمدير وسكرتيرة.
* هل يتساوى كل الوزراء في النثريات والأجور؟
- النثرية تكون على حسب الدول الأوروبية أو العربية والأفريقية. كل الوزراء متساوون في النثريات.. الفرق يأتي في الأيام.
* نعرج إلى مسألة الأجور الوهمية ودور وزارة العمل في ضبط الفصل الأول؟
- الأجور الوهمية نوع من أنواع الفساد وتم ضبط حالات كثيرة، وفي الطريق لضبط هذه الحالات، وهذا يتم بالتنسيق مع الولايات. ونحن هنا نعمل على تدريب منسوبينا على ضبط كل هذه الحالات، والفصل الأول، وعدد العاملين بالدولة، ويأتي بالتغذية لمعرفة عدد العاملين والأجور.
* علاقة الوزارة بالقطاع الخاص.. هل القطاع الخاص ملزم بتنفيذ قرارات الوزارة؟
- لدينا قانون العمل؛ الأضلع الثلاثة به اتحاد العمال واتحاد أصحاب العمل والوزارة، وهي تجلس معهم جميعهم للتنسيق والعمل.. حتى عند تمثلينا في الخارج نجمع بين بهذه الأضلع نمثل ديسك السودان.. نحن ننسق في كثير من القوانين التي تخص العمل والعمال، والقطاع الخاص جزء أساسي من الوزارة.
* كثير من منسوبي القطاع الخاص يشكون من عدم تنفيذ القرارات مثل منحة الرئيس وأجر العمل الإضافي.. هل توجد عقوبات تطال المؤسسات التي لاتنفذ هذه القرارات؟
- السودان مقسم لولايات، وفي كل ولاية يوجد مكتب عمل، ويتبع فنياً للوزارة، وإداريا وتنفيذيًا للولايات.. "يعني يعملوا شنو؟".. داخل الولاية المجلس التشريعي عنده دور في تنفيذ القرارات، ولكن نحن لا نستطيع أن نملي عليهم بأن يفعلوا كذا ولا يفعلوا كذا.. هذه سلطات ولائية بحتة.
* أين وصلتم في تعديل قانون العمل؟
- جلسنا عدة جلسات هنا وفي مجلس الوزراء، ولازلنا نتناقش ولكن الحمدالله تقريبا بنسبة 90% اتفقنا على الأشياء الأساسية.. هنالك ثلاث مواد في قانون العمل جارٍ حسمها، حتى عندما نأتي لمجلس الوزراء ونأتي للمجلس الوطني لايكون هنالك اختلاف في هذه المسائل.
* متى سيصل مجلس الوزراء؟
- في غضون شهرين إن شاء الله.
* أنت رئيس حزب الأمة الفيدرالي وهو أحد الأحزاب التي انشقت من حزب الأمة القومي.. إلى أي مدىً تعتقد أن تفتيت الأحزاب يؤدي إلى ضعف الحياة السياسية؟
- بالفهم العام ممكن نقول التفتيت مؤشر سالب، ولكن أنا أعتقد أن الحاصل العكس.. أن نمو الوعي السياسي هو ما أدى إلى الخروج من العباءة الواحدة ومن ثم هذه الأحزاب ستنطلق، وبعد أمد قصير ستظهر النتيجة؛ أين العرجاء وأين الكسيحة؟ ولن نتوقف، وسيحدث نوع من الانفكاك والانفلات من التقليد والتبعية، بعد ذلك المسيرة ستصبح للأقوى، والأصلح، والأفهم، ومن يواكب التطور، والحياة لن تقف على وتيرة واحدة؛ لا السياسية ولا الاجتماعية.. الحياة تسير بسرعة كبيرة.. لو اتخذنا مثالاً وسائط الاتصال ووسائط التكنلوجيا؛ كلها مؤثرة في مفاهيم الناس، خاصة الشباب.. ما لم نطور أحزابنا وما لم نطور أنفسنا.. ما لم نواكب سنجد أنفسنا متخلفين.. إذن لابد من التخلص من كل إخفاقات الماضي الحزبية. الثورة القادمة هي ثورة التكنولوجيا.. ليس للمتخلفين فيها مكان، ولا يمكن أن تنجح المفاهيم القديمة في الوصول للتطور.. أنا أعطيك جوهر الخطاب السياسي لحزب الامة الفيدرالي؛ نحن لما شاركنا في الحوار الوطني لم نشارك اعتباطاً، وإنما تم ذلك بدراسات لكل القضايا.. استقدمنا خبراء واختصاصيين وعلماء لتحليل القضايا التي تمحور حولها الحوار.. مضينا إلى قاعة الحوار ونحن نحمل معنا كل الحلول.. نحن نتحدي كل المشاركين في الحوار من أحزاب ان كان هناك حزب جاء يحمل معه رؤاه وفكره غير حزب الأمة الفيدرالي، وأقسم أن هنالك مشاركين في الحوار اقتبسوا كتير جداً مما كتب في كتيب حزب الأمة الفيدرالي، ومن ثم انطلقوا.. "والله ياخ مافي زول بشكر نفسه لكن أنا بفتكر أن هناك خللاً في المجتمع السوداني.. انا من واجبي الاطلاع لما يقوله حزب الأمة القومي وما يقول به مبارك الفاضل.. هل هناك مادة وهل هناك اختلاف؟ أنا ما بحب تناول الأسماء كل المجموعة دي كانت مع مبارك.. أنا كنت الأمين العام المنتخب.. مبارك عاوز يكون هو رئيس الحزب، والأمين العام، وأمين التنظيم.. أنا قلت ليهو أي زول عنده وظيفة عليه القيام بها.. قلت ليهو داير تبقي فينا سيد؟ لو كدة كان أفضل لينا الاستمرار مع السيد الصادق، إنت ما أحسن منه.. نحن تجاوزنا هذه المفاهيم ونسعى للمساواة، وهذا هو بداية الخلاف واظهار التباين في المفاهيم".
* كثرة الأحزاب خصم علي الحياة الاقتصادية والحياة السياسية من خلال ما تخلقه من ترهل وظيفي حقيقي وهو خصم على المواطن في النهاية؟
- الاحزاب سياسية ما ممكن تكون خصماً على المواطن.. هذا تناقض وهو أمر يختلف عن الترهل في مؤسسات الدولة.. أي حزب كون لكي يحكم لكن هذا لا يعني أنها كلها يجب أن تكون حاكمة العلاقة الحزبية تشبه علاقة السباق بين الخيول.. نحن لنا شعب واع ويقدر على التفريق بين ما يقوله السياسيون، مع احترامي الشديد هناك أحزاب وهمية.. من حق أي مجموعة أن تقيم حزباً سياسياً ولكن عليه لاحقاً الإجابة على استيفائه للشروط التي تمكنه من التنافس الانتخابي وتقديم خطابه للجماهير.
* مارأيك في حديث مبارك الفاضل الأخير؟
- والله انت دايرة الجد؟ أنا ما مشغول بيهو ولا قاعد أقرأ ما يقوله.. بالنسبة لي أنا عايشتو وعارف تفكيرو.. بالنسبة لي ما بمثل إضافة.. مبارك ما حيعمل حاجة ولا حيجيب حاجة.. مبارك برنامجه كله هجوم على الصادق المهدي، ولا يملك لا برنامج، لا خطة، ولا يملك إجابات للأسئلة التي يطرحها الشعب السوداني.. والسؤال الرئيس هو؛ ماذا يريد أن يقدم مبارك الفاضل في المستقبل بعيداً عن الهجوم الذي يتخذ الشكل الشخصي؟
* هل تمثيل حزب الامة الفيدرالي مرضٍ بالنسبة لكم؟
- ما يهمني ليس هو التمثيل.. ما يهمني جداً هو تقديم خطاب سياسي مفيد للوطن والأمة السودانية.. تلك هي النقطة الأساسية التي انطلق منها، وفي هذا الأمر فان الحكم هو الشعب السوداني، وهو الذي يستطيع تحديد المفيد وغير المفيد، ومن هو المواكب والمتطور، ومن هو المتقوقع.. القضية الأساسية لحزب الأمة الفيدرالي ليست الوقوف عند مبكى مهاجمة الأشخاص، وإنما الانطلاق نحو الأفضل فيما يهم الانسان السوداني، وتحقيق تطلعاته في تطور اقتصادي وتنموي، وتحديد طريقة الحكم، وعلاقتنا بالدول من حولنا.. ليس قضيتنا هي أن يهاجمني شخص وأرد عليه.. هذه محطات لا يجب التوقف عندها.
* هنالك حديث بأنك كنت مهمشاً في وزارة النقل، وان هنالك قرارات تخص الوزارة لم تكن تعلم بها مثل قرار تصفية الخطوط البحرية؟
- الوزارة دي سبتها الآن.. أنا لا التفت كثيراً للوراء، وإنما أنظر للأمام.. حسب ما أتذكر أنه لم يكن هناك قرار.. بعد البحث دة ممكن تسألي عنه وزير النقل.. الآن أنا لا أملكك إجابة.
* لديكم تجربة في الاختطاف بعد أن ذهبتم للحركات المسلحة في دارفور للتفاوض.. ما الذي كان ينقص هذه التجربة لنجاحها؟
- أولاً أريد أن أعرف من الذي اختطفني؟ أنا لم أكن مختطفاً.. أنا بكامل إرادتي وحريتي استأذنت الرئيس والجهات المعنية بأننا ترغب في التفاوض (مع الناس ديل).. جئنا بتلفوناتهم كان ذلك في العام 2003.. بطيخة مقفولة.. هم قالوا "نحن ما بنقول ليكم نحن وين إلا بعد تصلوا كتم حنوريكم نحنا وين.. نحنا مافي زول اختطفنا.. نحنا مشينا بكامل إرادتنا.. انا عندي مزرعة هناك في الفاشر.. أنا عندي مزرعة وفيها استراحة عملنا لقاء لمكونات المجتمع الدارفوري، ووافقوا علي هذا الامر.. ذهبنا 32 شخصاً من مختلف مكونات المجتمع.. نحن لم نختطف.. جلسنا مع القيادة الغربية وطالبناهم بإيقاف إطلاق النار من أجل التفاوض معهم قائد القيادة الغربية انذاك موجود وهو وزير الداخلية الآن، ويمكن الرجوع إليه.. "مافي زول اختطفنا".. تم وقف إطلاق النار وقعدنا معهم حوالي 12 يوماً وفي ظروف صعبة افترشنا الأرض والتحفنا السماء شربنا من الوديان والرهود.. نحن ما بنمتن علي أحد ونسأل الله أن يسجلها في ميزان حسناتنا فقد كنا نبتغي السلام ولنا أجر السعي.
* هل يمكن أن تدخلوا في التفاوض مرة أخرى مع هذه الحركات؟
- أقول لك في أي لحظة وفي أي قضية يمكن ان تفيد السودان ولم الشمل السوداني وإعادة اللحمة السودانية وفي أي محل أنا مستعد لتقديم نفسي والمساعدة فيها.. القضية تتجاوز الشخصانية والحزب لهموم الوطن عامة ما بنقيف ولا نقول نحن خلاص، ما عندنا استعداد.. في أي لحظة جاهزين، ونسال الله أن يجنب البلاد كل الشرور.
* تنقلت بين العديد من الوزارات هل أنت راضٍ عن أدائك في الجهاز التنفيذي؟
- مافي حاجة مية المية.. أصلاً مافي.. لكنني أحاول بقدر الإمكان لترقية أدائي بحيث أنه يسهم مساهمة طيبة لصالح البلد عبر الجهاز التنفيذي لكن مافي وزارة فارقتها إلا والناس وصلوني وقالوا لي مشتاقين.. الوزارات صنعت لي صداقات عجيبة جداً، وصلت حد الأسر.. البعض يظنها علاقات قديمة.
* د. بابكر نهار.. ألا يحن الى مهنة الطب وممارستها؟
- في السنوات الأولى صاح كنت بخرم لحاجات عجيبة جداً.. مرات بخرم لرائحة المستشفيات.. كنت أمشي أتونس وأعيش جوهم.. جو إنساني ولطيف.. زمان الطبيب والسيستر يشعران بمدى احتياج الشخص الذي معه زول متألم.. أبسط الاشياء حبس البول ده لمن ينتهي يشعر الإنسان بالراحة النفسية، ومن ثم يطلق دعوات التوفيق للأطباء.. كنا في السلاح الطبي عملنا لينا عملية بعدها توقف التنفس والنبض كان شغال ونحن أطباء صغار ما كنا شاعرين بالارهاق والتعب لمدة 48 ساعة.. الطب مهنة إنسانية، نتمني الا تختلط بالجوانب المادية، عشان ما تبوظها
نازك شمام ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  2135
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:24 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.