• ×

تيدي آفرو : السودانيون شعب مدهش.. ومسرور لأنني سأغني نيابة عن أفريقيا في كأس العالم

الجمهور السوداني ذواق ..لم اشاهد مثيلاً له

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ مصعب الهادي 
خلال اليومين السابقين أنّتْ خشبات مسارح الخرطوم تحت وطأة الفنانين العالميين الكبار وغنت خلف حناجرهم الهائلة، الأمر الذي أنعش التواصل الثقافي بين السودان والعالم الخارجي والذي كاد ينقطع حقباً من الزمان. عبر شركة (الناي) الأسبوع المنصرم كان بيننا فنان بمعنى الكلمة، قامة صدحت على خشبات (أعتى وأجعص) المسارح العالمية، حاملة معها رسائل الحب والسلام والإنسانية، الكل كان يتمنى أن يُعايش تلك اللحظات، خاصة وأنهم يعتبرون هذا الفنان امتداداً تاريخياً لمسيرة فنان "الريغي" الراحل (بوب مارلي).
إنه الفنان الإثيوبي العالمي (تيدي آفرو) الذي ملأ ليالي الخرطوم وضمخها طربا فأشجى الكثيرين ممن كانوا حضوراً في حفلاته، ونحن في (اليوم التالي) حرصنا على أن نبتدر معه دردشة خفيفة، سألناه عن الرحلة والسودان فكان هاشا باشاً وواضحاً معنا، فإلى قرائنا نقدم في هذه المساحة أول حوار تجريه الصحف السودانية مع (تيدي آفرو):
- في البداية كيف وصلت إلى العالمية؟
الفضل في ذلك يرجع للموسيقار الإثيوبي الشهير "تلاهون قسسي" والفنان العالمي "بوب مارلي"، اللذين رعياني في بداياتي الأولى، كما أشكر بقية الفنانين الذين ثابروا معي حتى وصلت بالفن الإثيوبي إلى مختلف بلاد العالم، ومما لا شك فيه أن الفرقة المصاحبة لي، لها القدح المعلى في ذلك، فهي وأنا نعمل ليل نهار حتى ننتج فناً هادفاً وراقيا يصل إلى كل العالم.
- كيف كانت صورة السودان في ذهنك قبل زيارتك؟
قبل زيارتي كنت أعرف عن السودان (سماعاً) بعض المعلومات، من أصدقائي، منها أنه بلد مضياف وشعبه معشار، وهذا ما لمسته وعايشته في كل السودانيين الذين قابلتهم هنا، أو الذين يوجدون في إثيوبيا .
- وبعد أن رأيته؟
وجدته أكثر جمالاً مما كنت أتوقع، بساطة واحترام وطيبة لا توجد في عديد الدول التى زرتها، وهذه حقيقة، وليس كلاماً على سبيل المجاملة كونني متواجد بينكم هنا الآن .
- هل كنت تستمع لأغنيات سودانية؟
نعم من خلال الإذاعة الإثيوبية، تعرفت على أغنيات سيد خليفة ومحمد وردي، وشخصياً أقتني العديد من الألبومات لوردي وأستمع لعدد من الأغنيات الجميلة لفنانين آخرين، لكنني لا أعرف شخصياتهم، والغناء السوداني هو الأكثر انتشاراً على النطاق الأفريقي والإثيوبي بصفة خاصة.
- آفرو قبل الشهرة وبعدها - كيف كنت وماذا بعد؟
أنا كما أنا لم اتغيير ولن، ولكن ازدحمت حياتي كثيراً بالأعمال، والشهرة نعمة إذا ما استثمرت استثماراً صحيحاً، والعكس صحيح، والشهرة مسؤولية يجب أن تراعي فيها ماهو لك وما هو لغيرك .
- بمن تأثرت - آفرو؟
لم أتأثر بأحد، وفي هذا المجال بالتحديد (الغناء) لا يوجد تقليد، لأن لكل شخص بصمته الخاصة دون أحد غيره.
- الموسيقى الأفريقية محصورة في إقليميتها؟
لا ، ليس صحيحاً، فهي فاعلة ورائجة في كل المهرجانات العالمية، وفي كل القارات السبع تجد فناناً أفريقياً بارزاً، ونحن الأفضل على الإطلاق لأننا نحب الموسيقى ونسعى دوما إلى تطويرها.
- كفنانين ما هي إسهاماتكم في حل أزمات القارة؟
ليس في يد الفنان شيء يفعله سوى الدعوة للمحبة والسلام، وأتمنى أن تكون هنالك وقفات على أماكن النزاعات ويلتئم الشمل الأفريقي من كل النواحي، ومن هنا أدعو الكل لبدء مبادرات للسلام حتى يتعافى الجسد الأفريقي من النكبات التي تمزقة، فالإنسانية هي السماحة والمحبة.
- هل تزوجت عن "حب"؟
يضحك ويرد قائلا: الحمدلله عندنا الارتباط لا يمكن أن يتم دون معرفة الطرفين ببعضهما، حتى تكون الشراكة والمسؤولية مناصفة.
-ما دور الأسرة في حياتك كفنان؟
زوجتي تساعدني في الكثير من الأعمال والمهام المنزلية، وأنا مدين لها، ولن أكون شيئاً بدونها، لا أعلم كيف أشكرها، وأدعو الله أن يحفظنا ويحفظ ابننا الذي يبلغ العمر (10) أشهر، ونحن نكون في شوق كبير إليه عند السفر، حيث يكون تحت رعاية جديه.
- ماذا يمثل لك، بوب مارلي؟
بوب مارلي فنان ريغي عظيم، وأعماله هي التي حرضتني على السير في (درب الريغي)، فكل أغنياته تمسني وتحضرني، غنى للحب والسلام، وهو بلا شك ذو أثر بالغ في حياتي، بجانب العديد من الاشخاص الآخرين.
- حلم لم يتحقق؟
الحمد لله كل ما تمنيته حققه لي الله.
- بماذا تحلم؟
أنا دائما في يد الله، وكل حياتي في يد الله، وما سيأتي به هو قدري وانا راضٍ به.
- ماذا تود أن تقول للفنانين السودانيين؟
أقول لهم: لقد وصلتم إلى مرحلة مهمة بفضل تنوع ثقافتكم، احتفظوا بالتراث والفن ولا تغيروا التراث بل طوروه، وأنا معجب جداً بهذا التنوع السوداني، وقد رأيت في ليلة وردي نساء يعزفن على الكمنجة وهذا أمر رائع، لابد من تشجيعه، والوقوف خلفه. وأتمنى أن أكون معكم دائماً، وأن تأتوا إلينا باستمرار، لأن الفن رسالة تختصر الكثير من المسافات، وهذه العلاقة بيننا كانت موجودة في السابق وليست وليدة اليوم، لكنني أتمنى أن تمضي بأفضل مما كانت وما هي عليه اليوم.
- كيف كانت حفلتك؟
جميلة وأنا مبسوط جدا كوني وجدت فرصة للغناء مع فرقة سودانية .
- إذا تركت الغناء، فماذا أنت فاعل؟
سأقوم بفتح منظمة طوعية لمساعدة المدارس والاأيتام.
- حدثنا عن رسالتك التي يحملها غناؤك، ماذا تريد أن تقول للناس من خلالها؟
غنائي يركز على الحب والسلام لأفريقيا والعالم، وأود أن تصل رسالتي إلى أي بقعة في العالم، حتى يواثق الناس على الحب والسلام.
- وعن الجمهور السوداني؟
كما ذكرت لك، جمهور ذواق للفن ويحب الفن ويقدره، لذلك لا توجد أى مقارنة بينه وبين جماهير في أماكن أخرى.
- إحساسك عند اختيارك للغناء في افتتاح "كأس العالم"؟
فرصة كنت أبحث عنها كثيراً، وقد أتتني تجرجر أذيالها، لذلك سأحرص على تمثيل القارة الأفريقية بكل ما أملك، وأن أعكس صورة تليق بمقامها الرفيع، والقارة الأم حبلى بالكثير، وأتمنى أن أكون عند حُسن الظن، وعلى قدر تلك الثقة.
- لمن تود أن تقول شكراً؟
لله ربى شكراً.
- وفي الختام؟
لا أعلم ما اقوله حقا، فالسودان بلد مدهش في تفاصيله وثري بناسه، أتمنى أن أكون قد فعلت شيئا جيداً لكم، وليت الزيارات بيننا تتواصل، لأنكم تحبون بصدق، وهذا ما شعرت به في السودان، فشكراً لكم
اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  4367
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:49 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.