• ×

انحناءة فنية : الراحل زيدان إبراهيم .. فتح لنفسه أبواب الغناء بكل اقتدار

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
(السودانية) ـ محاسن أحمد عبد الله 
رهافة وكبرياء وإبداع ومكنونات من الدرر التي تدهشك أينما حللت وأرخيت له السمع..صاحب أداء ساحر وآسر ودواخل جياشة بالحب مليئة بالإبداع..وموهبة مسكونة بكل ضروب الدهشة والجمال ...محمد إبراهيم زيدان علي من مواليد أم درمان الموردة 6/8/1943م
درس بمدرسة كادقلي الشرقية ثم مدرسة بيت الأمانة الأولية ثم مدرسة حي العرب الوسطى ومن بعدها مدرسة الأهلية الثانوية.
تعلم الموسيقى على يد الأستاذ فاروق عثمان حسين والتحق بفرقة (البساتين) بالإذاعة على يد الأستاذ إسماعيل عبد المعين، كما درس بمعهد الموسيقى والمسرح لمدة عام.
مشاركات خارجية..
أجيز صوته بالإذاعة عام 1963م وأول أغنية سجلت له بالإذاعة (أكثر من حب) عام 1967م.
وأول مشاركة فنية له خارج البلاد كانت لجمهورية مصر العربية عام 1971م
ثم تلتها مشاركات خارجية أخرى في كل من ليبيا ولبنان وإثيوبيا وانجلترا وعمان وهولندا واليونان والولايات المتحدة والكويت وغيرها من الدول.
لديه حوالي 19 ألبوماً غنائياً. نال وسام الآداب والفنون الفضي من الدولة عام 1976م.
نال الدرجة الأولى الممتازة بالإذاعة عام 1982م وتم تكريمه من جهات عديدة آخرها أروقة وسارة للإنتاج الفني.
ناصية الإبداع
الفنان زيدان سكب على مسامعنا رنيناً من ذهب فبعث فينا أجمل المشاعر التي فاحت كشذى الزهر، وتغلغل في الوجدان بروائعه البهيجة المفعمة بنسائم مضمخة بعطر العود والعنبر.
غنى فأبدع ولمع نجماً مضيئاً في سماء الشدو وفتح لنفسه أبواب الغناء بكل اقتدار بما يملكه من إبداع. إنه (العندليب الأسمر) الراحل الفنان زيدان إبراهيم؛ الذي يكفيه فخرا وإعزازا ما قدمه من فن وعطاء وإنسانية اتفق عليها الجميع. فيما كان رحيله استفتاء حقيقيا جمع كل ألوان الطيف الفني والسياسي والرياضي والثقافي والاجتماعي, وكان القدح المعلى فيه لجمهوره ومعجبيه الذين سموا بجراحاتهم وآلامهم وأوجاعهم التي لامست دواخلهم دونما وعد او سابق إنذار عند رحيله.
الرحيل المر
بللت أدمعهم الثرى واشرأبت أعناقهم وهي تلقي نظرة الوداع الأخير على جثمان توشح بعلم السودان.. والطائرة تحط برحالها وهي آتية لنا بالآلام بحملها (عندليب السودان) جسدا فاضت روحه في وطن غير وطنه وهو يعاني ويلات المرض وفي دواخله أطنان من الأوجاع وحديث لم يكتمل بعد, إذ تسلطن عليه المرض بعد أن تسلطن على الجميع بفنه، ورفد جمهوره من عبير مكنوناته الغالية. غادر الوطن بحثا للعلاج حيث أسلم الروح الى بارئها، وهو الذي طالما نهل من ماء نيله وتنفس من هوائه ووطئت خطواته ثراه بقامته الممشوقة عزة وشموخا فنيا تتقاصر دونه القامات ..بكاه أحبابه وأصدقاؤه وهو على فراش المرض. تألم لألمه كل من كان قريبا منه. جزع كل من عاش معاناته. انفطر فؤاد كل من بلغه النبأ الأليم (اليقين). عندها تسربل مطار الخرطوم وكل السودان بالسواد وانهمرت الدموع من مآقي الجميع حزنا على المصاب الجلل. ضمه الثرى ولم يندمل جرح فراقه في قلوب كل من عشقوا فنه وتمددوا في أغنياته حبا مفطوما على التسامح والرهافة. نترحم على روحه مع الدعوات له بالمغفرة والقبول الحسن.
السوداني


بواسطة : admin
 0  0  1520
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:34 صباحًا الجمعة 29 مارس 2024.