• ×

جنوب السودان .... من لم يقتله االرصاص.... سيموت جوعا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم:فتحي العرضي  تفجرت الاوضاع الامنية في جنوب السودان بصورة دامية خاصة الصراعات القبيلة القبيلية في شكل اقرب لحروب الابادة الجماعية . وسقط في يوم اكثر من 3 الف قتيل من قبيلة المورلي باعالي النيل في هجمات شنتها قوات الجيش الابيض التابعة لقبيلة اللانوير , في الوقت الذي تهده فيه ولاية الوحدة الغنية بالنفط قتالا داميا بين القوات الحكومية التابعة لجيش دولة الجنوب والثوار المناهضين لها , بالاضافة الى الاوضاع المتفجرة في ولاية جونقلي . وخلقت التوترات الامنية اوضاعا انسانية بالغة السوء لتزيد معاناة الانسان الجنوبي الذي يعاني من الفقر والبطالة لاعتماد الدولة الوليدة على مورد النفط الذي يشكل حوالى 97% من دخل البلاد. ويواجه حوالي 65 الف مواطن جنوبي وضعا بالغ السوء نتيجة نقص الغذاء والخدمات , بجانب وجود فجوة غذائية بسبب قلة الانتاج . وارجع الخبراء والمحللين السياسين الازمة الى جملة من الاسباب من بينها سوء ادارة الدولة الوليدة والانشغال بالصراعات الداخلية والفساد المالي والاداري وغياب العملية الانتاجية . ويمشي الفساد على قدمين في جنوب السودان وهو من الد اعداء الدولة الوليدة والذي افرز واقعا انسانيا على الارض غاية في الصعوبة ...واضحى الموت يواجه مواطنو الدولة , ومن لم يقتله رصاص الصراعات القبيلة سيموت جوعا .
قال القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال محمد يوسف احمد المصطفي ل"الشرق" شخصيا اتمنى لشعب دولة الجنوب كل التقدم والازدهار ولا املك سوى ذلك لاقدمه لهم , لكن الحقائق على ارض الواقع تجبر الانسان للتعامل معها بحيث ان الدولة الوليدة في جنوب السودان هي نتاج عملية قصرية اكثر من انها اختيارية في تعسف فكري وسياسي من جانب المؤتمر الوطني وحكومة الجنوب , وهذا الغى بظلاله في عملية النشوء فقامت الدولة الوليدة بصورة غير مكتمله فهي قامت في جو عدائي متوتر تسبب في خلق مناخ غير امن مما يجبر الدولة الوليدة لصرف مواردها على الامن اكثر من الخدمات الاخرى , وفي تقديري الخاص ان هذا الامر يلقي بظلاله على مسالة عدم الاستقرار في الدولة الوليدة ووجودها في نطاق معزول لاتملك الخروج للعالم الخارجي , وهذا بدوره يقلل من قدرة الدولة على التخطيط لتنمية وازدهار االدولة الوليدة ,وان واقع دولة جنوب السودان اصلا كان موجود وهو واقع قبلي متخلف لم تكتمل فية البنية لدولة القومية قادرة على ادارة هذه الانتماءات الجهوية االتي تحتاج الى عملية تراكمية طويلة المدى لادارتها ولايمكن حدوثها بين ليلية وضحاها . وفي تقديري الى ان يتم ذلك سوف تدفع الدولة من مواردها ومثال لذلك مايحدث في (جونقلي) وهذا خصما على استقرار واذدهار الدولة الوليدة باعتبار استقلال الموارد وتوجيها لحل الصراعات القبلية , وان نشاءة هذه الدولة نشاءة تعسفية لان القيادات تتصارع فيما بينها من اجل تعزيز المواقع القيادية سواء كان ذلك على مستوى الدولة او المنظمات , وان القيادات جل اهتمامها المناصب السيادية لضمان توفير دعم العشيرة , وهذا بدوره خلق وضعا يصب في اتجاين بمعنى انه لابد ان يعطي المال والمساعدة لهولا لضمان الولاء العشائري . وتكمن المشكلة في ان هذا القيادي لايملك مصدر لتوفير وظائف او اي اعانات مادية الا المصدر العام (ايرادات الدولة ) ووهذا بدوره فتح بابا لظاهرة الفساد وسط القياديين بمعنى انهم لابد من ااطاعة اتباعهم من الدخل الريعي (دخل البترول ) واعتقد انو اكبر اعداء التنمية والاستقرار هو الفساد والفساد ظاهرة تمشي بين الناس في جنوب السودان .
من جهته قال القيادي بالمؤتمر الوطني اسماعيل الحاج موسىل"الشرق" اعتقد ان الحركة الشعبية غير مهيئة ولاتزال الى اقامة دولة , وكان من الممكن ان تستفيد من تجربتها في الحكم خلال ال5 سنوات (الفترة الانتقالية ), ولكن بدل بددوا زمنهم في اختلاق التشاكس والمناحرات مع المؤتمر الوطني . واضاف موسى ان الفترة الانتقالية كانت فرصة حقيقة للاستفادة من التجربة لادارة دولتهم طالما انهم بيتو النية لفصل الجنوب , ولكنهم لم يفعلوا ذلك . واوضح موسى ان الجنوب بعد حصوله على الانفصال عاني من مسالة عدم وجود الكادر البشري المدرب لقيادة الدولة الوليدة حيث انهم ومازالوا يتعاملون في المدينة كما كانو يتعاملون في الغابة لذلك نرى الفوضى العارمة التي اجتاحت الجنوب (اقتتال قبلي ونزاعات سياسية ومصلحية ) كما انهم مكابداة لدولة الشمال في احضان دول لاتملك حسن النية لمساعدتهم بطريقة موضوعية مثل (امريكا واسرائيل ) للذلك اعتقد ان هذه الفوضى سوف تستمر وتستفحل ولن يستقر الوضع في دولة الجنوب على الاطلاق الا في حال تخلي الحركة الشعبية عن عقلية الغابة , وتعاملت مع الواقع بعقلية المدينة , بمعنى ترك عقلية حرب العصابات الى عقلية دولة مدنية , ولاارى ان هذا يحدث قريبا .


بواسطة : admin
 0  0  1435
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:10 صباحًا الجمعة 29 مارس 2024.