• ×

لماذا قتلوا الطالب ابوبكر ؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية عزمي عبد الرازق

دي صورة للطالب الشهيد أبوبكر ود عم حسن، ود حلتنا، طلته لوحدها أكبر من كل المراثي الدرويشية "ولأن موتا طائشا ضل الطريق إليك من فرط الزحام وأجلك" وأكبر من فجيعة أم خطف الموت إبنها الوحيد فعاتبته قائلة" صائد الفراشات الجميلة لقد تماديت كثيراً هذه المرة" وأكبر من كل طاقة الإحتمال، والأسئلة العصية: لماذا قتلوه؟ هو لا يحمل غير مسطرة وقلب صغير مولع بالحياة، لا يحمل أكثر من موبايل جلاكسي فيه صور العائلة والذكريات، لا يحمل أكثر من الرغبة في مشاهدة مباراة برشلونة والريال، لماذا قتلوه والبراءة تحفه من كل مكان؟ وعلى ظهره شنطة معبأة بالأشواق والأحلام، هو لا يرتدي حزام ناسف، ولا قنبلة مورتر، ولا قاذفة كاتيوشا! فقط قلم وابتسامة حنونة، وتي شيرت وبنطلون بالكاد يغطي على جسده النحيف، هل شعروا لوهلة كيف سيكون وقع الخبر على والدته التي ما انفكت تغني له " بكرة تكبر وتبقى لى وتبقى لى" .. ما هذه الوحشية التي هجمت علينا حتى أننا نبدو عطشى نلعق دماء الطلاب؟ لأي هدف نرتخص أرواحهم؟ هل هى فتنة السلطة وقصورها المعروشة بالأكاذيب، هل هى اللعنة؟ هل هى الكراهية العمياء؟ هل هو الرصاص الطائش؟ هل هو الخطأ الذي لا يغتفر؟ أبوبكر لا يستحق الموت، ولا أي طالب، ولا أي نفس سودانية تستحق الموت في هذا الزمان الذميم، أنها جريمة ممرقة تحت لافتة العنف الطلابي، بل لا توجد جريمة أشد هولاً من ذلك، فنم يا صغيري، نم عند رب رحيم لا تفنى عنده الرحمة والسلام، وأترك لنا المراثي والعزاءات والفجائع التي لا تنتهي.
فيسبوك


بواسطة : admin
 0  0  4322
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:41 مساءً الأربعاء 24 أبريل 2024.