• ×

الحركة الاسلامية... حاكمة أم محكومة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بقلم جعفر بانقا الطيب 


اخيرًا وبعدما طفح الكيل وبلغ السيل الذبى.. خرجت للعلن مذكرة خجولة مجهولة النسب وان كان مقصدها حسنًا «يبدو ان القائمين عليها من الشباب المخلصين قليلي الخبرة حسني النية» وانى لاجد فيهم ريح المجاهدين لولا ان تفندون.. حيث لا يوجد فى صفوف الحركة الاسلامية شباب لم يهاجر فى سبيل الله مجاهدًا..
فهل أوصدت فى وجوههم الأبواب ام صعرت تجاههم الخدود ام بلغهم ما دار فى قاعة الشهيد الزبير قبل أسبوعين...أرجو من إخوتنا القائمين بالأمر ان يأخذوها بمقاصدها القوية لا بكلماتها الخجولة من شباب ضاق صدره وعز صبره بعدما رفدوا هذه الدولة بدمائهم وشهدائهم «عشرة آلاف شهيد من أبناء الحركة الإسلامية خاصة وسبعة آلاف شهيد من أبناء السودان عامة، عبّروا جميعهم عبر بوابة الدفاع الشعبى وضعفاهم من شهداء القوات المسلحة والشرطة الموحدة والشعبية والخدمة الوطنية وجهاز الأمن» فاذا الحركة الإسلامية غائبة وإذا الدولة تتراجع لا بكيد اعدائها ولكن ومن أسف بفعل بعض أبنائها الذين طال بهم الزمان وغرّهم السلطان.. شباب لعل شعاره يكون:
ما ركعنا ولا ح نركع الا لله ما حيينا
ولن نذل ولن نهان نحنا ما دام روحنا فينا
يا وطن عزة ترابك فيها مابيعرق وشينا
اين ما نادى المنادي على الجهاد بي همة جينا
ولنبدأ الحكاية من أولها... من عام 1992 حين استقر الحكم تمامًا للحركة الإسلامية بعدما صرعت جميع محاولات الانقلابيين عليها وافشلت كل مخططات المتآمرين من دول الجوار وأسيادهم خلف البحار فضلاً عن كسر شوكة التمرد الذى كان على ابواب كوستي وحشرته الى جنوب الجنوب.
بعد تدافع المواطنين بعشرات الآلاف نحو ميادين التدريب العسكرى وانخراطهم فى قوات الدفاع الشعبى واسنادهم للقوات المسلحة فى دحرها وسحقها للتمرد وتحقيقها للانتصارات العسكرية المدوية التى زلزلت الارض تحت اقدام المتمردين وادخلت الرعب فى قلوب الداعمين من كل لون ودين من دول الجوار وعبر البحار... وبعد الالتفاف الشعبي غير المسبوق حول الإنقاذ ومرشدها الشيخ الترابى الذى دانت له الامور كلها «عسكريًَا وامنيًا وسياسيًا واقتصاديًا واداريًا» فما من شاردة ولا واردة الا وتُعرض عليه.. ان شاء مررها وان شاء عدلها وان شاء الغاها مع كامل الطاعة من جميع اخوانه وابنائه المدنيين منهم والعسكريين قيامًا بحق البيعة وادب الامرة بلا تشكيك ولا تنازع.
فى خطوة مفاجئة وغير مسبوقة ولا متوقعة الا من بعض المقربين حوله قام الشيخ بحل الحركة الإسلامية فى حضرة شيوخها ورموزها بصورة صادمة وقاتلة «وان احسنوا به الظن كعادتهم ابدًا وهم الذين يجلسون منه مجلس الصحابة من النبى» مهديًا لهم المصاحف والسبح شاكرًا لهم كريم مجاهداتهم فى سبيل الدعوة الإسلامية والتى تكللت بقيام الدولة وما عليهم الآن الا التفرغ للعبادة وترك ما لقيصر لقيصر والتزام جانب الله... هل فارقوا جانب الله ساعة... هل هجروا القرآن يومًا... هل خلت اياديهم من السبح او التسبيح ليلاً او نهارًا... ما استفزني شىء مثلما استفزني قول ذلك «المطلوق ود ...» معلقًا على خطوة الشيخ تلك «شيخهم قال ليهم اذهبوا فأنتم الطلقاء»... ثم من هو القيصر...عمر البشير.. هدية السماء للسودان والإسلام.. الخلوق الصدوق.. الذى ما استنكف ان يكون رئيسًا مرؤوسًا.. والذى كان مثل شيوخه مشدوهًا من هول ما رأى وسمع.
نعم...ارادها الشيخ «القيصر» سلطة مطلقة له دون ان تكون هنالك مرجعية تضبط او شورى توجه وتحاسب.. حين ذبح الحركة الإسلامية قربانًا للسلطة المطلقة... وهل كان ذبح الحركة الاسلامية الا للتخلص من اعباء الشورى وتوجيهاتها وتصويباتها بل ومحاسبتها.. هل كان ذلك مخافة التنازع كما قال البعض.. اذن لماذا قال الله تعالى «وامرهم شورى بينهم».. من الذى تخلص من اهل السبق المؤسسين واهل الشوكة المقاتلين هؤلاء وأولئك الذين لا يشك احد فى صدقهم واخلاصهم لدينهم والتزامهم شرعهم الذى هو اصل العبادة عندهم.. من الذى اتخذ الحركة الإسلامية وسيلة للسلطة والجاه بعدما كانت هي لله هي لله.. من الذى افسد علينا بعض اخواننا الذين كانوا كذاك الصحابى ثعلبة «حمامة المسجد» والذى حين اقبلت عليه الدنيا «بالحلال لا بالحرام» ترك الجمعة والجماعة وجحد الزكاة.. من الذى سنّ سنة احتقار الحركة الإسلامية وركلها حين يكون فى السلطة ثم البحث عنها والتباكى عليها يوم تركله السلطة.. من الذى جعل كثيرين من اخوانه غرباء فى بلدهم غرباء وسط اخوانهم.
ولأن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة كانت مذكرة العشرة الناصحين والتى رد عليها الشيخ بالعشرة آلاف من المحتشدين فكانت الفتنة التى ضربت الحركة الإسلامية حتى يومنا هذا.
من الذى خان العهد ونقض البيعة.. اهم العسكر ام هو الشيخ... من الذى افسد علينا شيخنا.


بواسطة : admin
 0  0  1221
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:34 مساءً الجمعة 29 مارس 2024.