• ×

الخرطوم :إرتفاع أسعار العقارات وإيجارات المنازل بشكل غير مسبوق

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات مع زيادة التعداد السكاني لولاية الخرطوم ازدادت تبعاً لذلك أسعار العقارات والإيجارات، وذلك نتيجة لتدهور الريف وتوقف عجلة النمو فيه مع هجرة الكثيرين من المختصين في المجالات المهنية مثل التعليم والصحة وحتى التجارة أصبح مأمنها ولاية الخرطوم، فازدادت الأنشطة التجارية الكبيرة والصغيرة ومع ذلك يمني كل مواطن فقد موطنه الأصلي نفسه بالحصول على سكن سواء كان ملكاً له أو إيجارًا الأمر الذي أدى إلى ازدياد البطالة في الولاية برغم الهجرة الكبيرة التي بدأت في الآونة الأخيرة إلى خارج البلاد من الكفاءات المهنية التي يحتاجها الوطن، ومع مرور الوقت أصبحت الأسر التي هاجرت إلى الخرطوم تشتكي من ارتفاع أسعار الإيجارات مع انخفاض الدخل وثباته في أحايين كثيرة، وتقلب سعر الجنيه وتراجعه أمام كل شيء.

تقول ربة المنزل إن عملية الإيجار صعبة للغاية وتشير إلى أن ميزانية الإيجار تستنزف معظم ميزانية أسرتها، وتضيف: "مع صعوبة الحياة وقلة المرتبات فإن معظم الميزانية تذهب لبند الإيجار"لافتة إلى أن الحصول على منزل بإيجار رخيص أصبح من الصعوبة بمكان في منطقة أمدرمان، وتؤكد أن معظم المباني القابلة للإيجار أصبحت تحوي غرفة واحدة ومطبخاً وحماماً، وتضيف: "أصحاب المنازل أصبحوا يقسمون منازلهم للحصول على أكبر عائد مادي من الإيجارات. وترى أن إيجار الغرفة الواحدة يبلغ (300) جنيه، وتضيف ربة المنزل إلى أن مرتب زوجها الشهري لا يكفي لسد مبالغ الإيجار بجانب مستلزمات المدراس والمصاريف الأخرى، وبكلمة ساخرة تقول (الشهر يمضي سريعاً لتجد نفسها مواجهة مع استحقاق دفع الإيجار)، وتشير إلى أن أصحاب العقارات يطالبون بزيادات متوالية شهرية.

وتبدي زينب طموحاً في امتلاك منزل خاص بهم بعيدًا عن جشع ملاك المنازل بيد أنها تشير إلى استحالة امتلاك منزل خاص بهم في السنوات الأخيرة مشيرة الى أن كل المدخرات تذهب إلى بند الإيجار. بينما يقول المستأجر بمنطقة الكلاكلة محجوب آدم إن أصحاب المنازل يطالبونهم بزيادات كبيرة لا تتناسب مع مقدرتهم، ويشير إلى جشع أصحاب تلك المنازل عند أخذهم الإيجار الشهري دون أن يقوموا بإعادة ترميم المنازل، ويشكو من أن بعض ملاك العقارات يعمدون الى ابتزاز المستأجرين بتفضيلهم بين خياري ترك البيت أو دفع الزيادات الباهظة. لافتاً إلى أن خروجهم من البيوت المستأجرة يعني وقوعهم في براثن سماسرة الإيجار الذين يطالبونهم بنسبة كبيرة من مبلغ الإيجار مقابل خدماتهم.

تكرار الشكاوى من قبل مستأجري البيوت تجاه السماسرة بدأت أصواته بالارتفاع، تقول أم الحسن الزين والتي تعمل وسيطاً بين المؤجرين والمستأجرين إن دورها في إنجاح صفقة الأيجار كبير ومهم جدًا. وتشير إلى جهدها الكبير في تتبع المنازل الخالية والمشيدة وتحت التشييد، وتؤكد أن قاعدة بياناتها عن تلك المنازل تتطلب منها جهداً كبيراً وزمناً طويلاً لافتة إلى أنها تتقاضى أجرا زهيداً مقابل خدمة المستأجر وصاحب العقار، وتوضح أن العمل ليس متواصلاً بجانب أن عمليات الإيجار ليست كثيرة ولا تتوفر على الدوام، وفي مجتمع تغلب عليه الحكايات الشفهية فإن قصص الخلافات بين المستأجرين وأصحابات العقارات شائعة وتجد في أحيان كثيرة طريقها إلى المحاكم، يقول إبراهيم علي مالك عقار بمحلية الخرطوم إنه عانى من عملية إيجار أحد العقارات التي يملكها بمنطقة أركويت، ويشير لصعوبة التعامل مع المستأجرين، ويضيف: " يظنون أنهم ملاك المنزل " ويقول إنه أصبح يفضل إيجار عقاره إلى طلاب الجامعات من الولايات والأجانب و(العزاب) ويضيف: (من السهل إخلاء أولئك من الأسر ذات الأطفال)، على أن تلك الصورة القاتمة التي رسمها إبراهيم تخالفها رؤية صاحب العقار الحاج عبد الغفار والذي يقول إنه ظل على مدى خمسة أعوام يؤجر منزله لأسرة ظلت ملتزمة بدفع الإيجار والتعامل الحسن، ويشير إلى أن المستاجر يدفع له الأجرة شهرياً في مواعيدها، ويقول إنه طيلة حياته لم يشترط في إيجار عقاره نوعية أو عدد الأسرة التي تستأجر منزله.

إذن مشكلة الإيجارات المتفاقمة يوماً بعد يوم وتضارب مصالح المستـأجرين والمؤجرين أصبحت تطل على مختلف الأحياء في الخرطوم،ترى ما وراء تلك المشكلة يجيب الخبير الاقتصادي دكتور هيثم محمد فتحي بأن إيجارات العقارات السكنية أصبحت غالية بصورة متزايدة، ويشير إلى أن المشكلة تتعدى المنازل السكنية إلى زيادة قيمة الأرض نفسها في السودان الأخيرة. ويقول إن قيمة الأرض في الخرطوم أغلى من مثيلاتها في لندن وطوكيو والحرم النبوي، ويؤكد أن توسع الخرطوم الافقي وليس الرأسي وبعد الخدمات عن بعض مناطقها جعل السكان يتزاحمون ويتكدسون في بعض المناطق، ويلفت النظر إلى أن الأراضي والعقارات أصبحت مصدر جذب استثماري، ويقول بعض المستثمرين أصبحوا ينظرون الى العقارات باعتبارها (ملاذا آمناً)، ويضيف: "أصحاب العقارات وجدوا فيها فرصة لتحقيق الأرباح بعيدًا عن الضرائب والزكاة والعوائد، "ويقول إن ذلك لفت نظر المستثمرين إلى الدخول في مجال العقارات باعتبارها مصدر دخل لهم بعيداً عن تقلبات السوق.

ويرى دكتور هيثم أن الطلب الشديد على العقارات من قبل راغبي الحصول على الخدمات من الولايات والباحثين عن فرص عمل بالخرطوم رفع من حجم الطلب الكلي على الإيجارات.
عاصم ـ الصيحة


بواسطة : admin
 0  0  2012
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:19 مساءً الجمعة 29 مارس 2024.