• ×

سهير عبد الرحيم : السودانيين brand

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية على طاولة الغداء في فندق السلام روتانا جلستُ إلى مجموعة من المستثمرين العرب من الخليج على هامش الملتقى الاستثماري، كانت المفأجاة بالنسبة لي الحماس الكبير من قبلهم والرغبة القوية في الاستثمار رغم مسحة الإحباط الواضحة في حديثهم.


فاجأني أحد المسثمرين الكبار وصاحب شركة تعتبر من أضخم الشركات في الشرق الأوسط حين قال لي: (أقول أختي والله إني أريد أسألك سؤال: ليش في السعودية عنا الـ brand حق السودانيين والـ labelتبعهم أهيَ الأمانة والصدق والوفاء حتى صار كل المحاسبين عنا وبالخليج سودانيين من كتر ما أنهم أمينين وزينين حتى والله أنك تأمنهم على أهل دارك، بس والله أختي الإشي اللي محيرني ليش السودانيين داخل السودان ما هم متل اللي عنا بالخليج؟، ليش هدولك أمينين وهنا كل شيء إلا أنك تدفع؟).



لم أَدرِ بما أردّ على الرجل، هل أقول له أن الكثير من الشرفاء قد هاجروا إلى خارج البلاد أم أقول له إن الضغوط المعيشية والاقتصادية لعبت دوراً في تغيير الـ brandحق السودانيين، أم أقول له إنها سقطات من البعض الذين لا يشبهون بقية الشعب، وأن الشعب السوداني مازال يحتفظ بالـ brandحق الأمانة؟.



استياء الرجل لم يخفَ بل تضاعف حين تداخل معنا في الحديث مستثمر قطري وهو ينبّه رصفائه إلى حديث وزير الزراعة، وقال لهم: حديث وزير الزراعة ماهو مطمن بخصوص الاستثمار في العلف والبرسيم عكس حديث رئيس الجمهورية اللي رحب بينا في كل مجالات الاستثمار.



في تلك اللحظة حاولت الانشغال باحتساء طبق الشوربة الساخن أمامي وأنا أكتم الغيظ في نفسي وذلك لمعرفتي المسبقة بتضارب الخطاب الإعلامي عندنا، ولسان حالي يقول (هو إنتوا لسه شفتوا حاجة؟ لسه التضارب راجيكم قدااام)!.



قبل الانتهاء من وجبة الغداء وقبيل بداية الجلسة الختامية للمؤتمر حاولت تحسس مخاوف المستثمرين وهواجسهم فوجدت أنهم يجمعون على مشكلة البنية التحتية وتحويل الأموال للخارج والبيروقراطية في الإجراءات، ووجود الجوكية والسماسرة بصورة مزعجة في دائرة الاستثمار.



أكثر ما لفت نظري حديث الرجل الثاني في شركة المراعي والذي قال لي (أحب السودان جداً وأحب أهله أكثر وحتى مشكلة تحويل العملة إلى الخارج لا تقلقني ولا أريد تحويل أموالي في الوقت الراهن إلى الخارج بل أنوي أن أدخل السوق السوداني من أوسع أبوابه، وطلبت من كل رجال الأعمال الاستثمار في السودان ولكن بصراحة تنقصكم البنية التحتية فماذا نفعل؟!).



خارج السور:


قيل أن الوليد بن طلال رجل لو زار أي بلد لرفع اقتصاده، ولكن حين زارنا الوليد بن طلال قصصنا أجنحته وطَفَّشنا الراجل، ولم نسمع أنه عاد حتى لو (connection) في مطار الخرطوم!.


بواسطة : admin
 0  0  2101
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:23 مساءً الخميس 28 مارس 2024.