• ×

محي الدين حسن محي الدين : النظام يريد تغيير الشعب !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية من الطبيعي والسهل جداً أن يهب ويقوم الشعب بتغيير النظام، لكنه من الصعب والعسير والمستحيل أن يحدث العكس ويفكر النظام بتغيير شعب بأكمله كشرط أوحد لإصلاح حال السودان!.
أروني مذ الاستقلال هل جلس على عرش الرئاسة رجل اتفق عليه غالبية أهل السودان؟!.
سأجيب نفسي بنفسي وأقول كلا وألف كلا ولن يحدث في قادم السنون، حتى لو وقف الوالد أو الولد في وجه الآخر إذا أصبح أحدهما رئيساً واستلم زمام أمر البلد!!.
نحن شعب خالف تعرف.. كم من مسؤول مرموق وكبير فور خروجه من السلطة طوعاً أو كرهاً انقلب ضدها وأفشى بسرها بعد أن ظل صامتاً حيناً من الدهر وكأن على رأسه الطير ونطق كفراً.. وأرشد كذباً وزوراً وبهتاناً أن مصانع الأدوية هي بؤرة ومصانع للأسلحة الكيميائية، وكم من مساعد للرئيس تمرد وحمل السلاح فور خروجه من القصر الأبيض.. وكم وكم.. يعني ببساطة يا أكون في الحكم أم أحارب وأدمر البلد.. هذه هي عقليتنا جميعاً حاكمين ومحكومين.. وإلا ما معنى أن توصف بائعة الشاي بالبطلة والشريفة لأنها اشترت وهي المعدمة جالوناً من البنزين بدلاً من أن تشتري حليباً وخبزاً لأطفالها لإحراق محلية، إن كانت شريفة وعفيفة كما يزعم البعض لما قامت بتدمير ملك من أملاكنا.. وإن كانت كذلك فهنالك العشرات بل المئات على عكسها يتخذن مهنة الشاي ساتراً لمزاولات أخرى، يبعن من خلالها كل ممنوع وضار وما بعرف كيف يسمون (كل ممنوع مرغوب).. المحلية ملك للشعب وإن كانت جهة حكومية رقابية من حقها سن قوانين، ومن حقها منع البيع العشوائي كما هي في كل دول الدنيا.. في كل العالم يمنع حتى بيع الفواكه والخضر على قارعة الطريق خوفاً على صحة الإنسان من التلوث البيئي من الأتربة والغبار العالق وعوادم السيارات وتصادرها مع محتوياتها من الأكيال والموازين وفرض الغرامة، ونحن نتفرج ونستمتع بشرب الشاي وأكل الزلابية وأنواع المشويات والأسماك وسط برك مياه الأمطار والأكياس الطائرة والذباب والمجاري والبول والغائط وأكوام الصاعوط وعندما تطاردنا المحليات وتصادر (عدة الشغل) نثور ونغضب ونقف مع الباطل ضد الحق.
هل يحق لي إن تمكنت من الوصول إحراق القصر الجمهوري بمجرد اختلافي وكرهي للبشير.. وهل هذا القصر المنيف ملك خاص لسيادة الرئيس، أم هو قصري وقصرك وقصر كل السودانيين؟؟!!
على الدولة إقامة أسواق شعبية منظمة ومرتبة في كل حي وتأجيرها بسعر رمزي للأسرة المتعففة شريطة حيازة الشهادة الصحية، لأن الكثيرات من ستات الشاي والأكل العشوائية يحملن الكثير من الأمراض المعدية والقاتلة والفتاكة لتنشرها وسط المجتمع السليم المتعافى.
هل سلوكنا في كل شؤوننا مسلك حضاري؟.. وهل تتغير الأنظمة بالحرق؟.. وبعد التغيير المفترض من الذي سيتحمل تبعات ما أتلف وأحرق الرئيس المعزول أم المقتول أم المسجون؟! أم الشعب السوداني الذي سيبدأ من الصفر أو قبل الصفر وتدور ساقيتنا في الحلقة المفرغة مذ أكثر من ستين عاماً في محلك سر.
أستغرب.. بل استعجب من هذا الشعب الذي لا يعرف صليحو من عدوه.. شعب يفكر بقلبه.. شعب يدعي الكمال، مع أننا كبقية شعوب العالم فينا الصالح وفينا الطالح.. هنا أتفق تماماً وأؤيد تأييداً مطلقاً للنظام الذي يريد تغيير الشعب.
أقول لحكامنا أتقوا الله فينا.. وخذوا حذركم من نظرائكم من الحكام وما آلوا إليه من مصير.
وأقول لشعبنا ليست بالفوضى والحرايق والتدمير تستبدل وتغير الحكومات وأنظروا إلى من حولكم ممن غيروا حكوماتهم بأنهار من الدماء.. هل وضعهم الآن أفضل مما كان؟! لا تكذبوا على أنفسكم جاوبوا بصدق وأمانة وبعدها أفعلوا ما شئتم لو كنتم صادقين.
مالكم كيف تحكمون؟!


بواسطة : admin
 0  0  1444
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:29 مساءً الجمعة 19 أبريل 2024.