عبد الباقي الظافر:غموض حول مصير شيخ الامين .ماهو رد السفارة ولماذا تصمت وزارة الخارجية؟

السودانية _ متابعات قبل ايام اتصلت على سيدة سودانية بصوت باك.. هذه السيدة تروي ان ولدها الذي يعمل أستاذا جامعيا بدولة خليجية ويعيش وأسرته في هناء ورخاء ..في ذات يوم سمع طرق على ابواب شقته الصغيرة.. لم يعد الاستاذ الجامعي بعد تلك اللحظة الفارقة ..رحلة الاعتقال السياسي مضى عليها اكثر من عام..ليس هنالك تهمة واضحة سوى ان احد أقارب الحبيس التحق بداعش وقتل هنالك..الاسرة المسكينة طرقت ابواب حكومتنا والتمست طرح القضية الانسانية خلال القنوات الدبلوماسية ولكن الحياة لمن تنادي.

مازالت الأخبار تحمل كل يوم خبر عن الشيخ الامين عمر الامين..هذا الرجل غادر السودان في رحلة عمل الى الإمارات العربية المتحدة..بعدها ضجت الاسافير بخبر اعتقاله هنالك.. حتى يوم الناس هذا لم تتكرم وزارة الخارجية بإصدار بيان يشرح ملابسات الاعتقال ان كان لأسباب سياسية او مجرد اختلاق تجاري.. صحيح ليس مطلوبا من خارجيتنا ان تصدر بيانا مع كل حادثة اعتقال لمواطن في الخارج خاصة ان ملايين من السودانيين اختاروا ارض الشتات موطنا.

لكن شيخ الامين ليس مواطنا عاديا.. هذا الرجل تختلف او تتفق معه احد الفاعلين في المشهد الاجتماعي والسياسي..يقود الشيخ المثير للجدل طائفة دينية تتبني أسس جديدة في التصوف..زرته ذات مرة ووجدت من بين زواره وزير سابق ووكيل وزارة..لوحة إعلانات خلف مكتبه تحمل صور للشيخ مع مسئولين كبار في الدولة..في اخر عيد ميلاد للشيخ حفه نفر من الدبلوماسيين الأجانب وعدد غير قليل من الرموز الاجتماعية.

قبل عام او يزيد كان شيخ الامين مبعوثا دبلوماسيا يحمل الرسائل لقادة حكومة الإمارات العربية.. وقد سرد لي شيخ الامين الرحلات الماكوكية والادوار الخفية التي اطلع بها حتى غادرت العلاقات بين ابوظبي والخرطوم غرفة الانعاش ..رغم كل هذه الحقائق تتجاهل وزارة الخارجية هذا الرجل..حتى حينما تتصل صحافتنا بسفارتنا في ابوظبي او دبي تاتي الإجابة غامضة وغارقة في اللغة الدبلوماسية.
في تقديري.. يظل شيخ الامين ومن قبله نجل صديق ودعة وغيرهم من المحبوسين في السجون العربية علامة تدلل على عدم اهتمام حكومتنا برعاياها من السودانيين.. حتى تكتمل الصورة نورد ان اثيوبيا أوقفت في يوليو ٢٠١٣التعامل مع دولة خليجية في مجال تصدير العمالة بسبب سوء التعامل مع مواطنة اثيوبية كانت تعمل في وظيفة شغالة منزلية.. اثيوبيا وقتها رفضت التصديق ب( ٤٠ ) تأشيرة عمل للدولة الخليجية في مختلف المجالات.

بصراحة..نختلف مع شيخ الامين كثيرا ولكن نستنكر صمت حكومتنا في حق مواطن سوداني ..مثل هذا الصمت يوضح ميزان الانسان عند حكومة السودان.