• ×

د. منصور خالد في الحلقة الثانية: سقط السودان ولم تسقط الوحدة ..موسيفيني لا يمكنه قتل قرنق

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية _ متابعات *د.منصور، كيف هي علاقتك مع رئيس جنوب السودان الحالي سلفاكير ميارديت؟

علاقة عادية، استمررتُ بالعمل معه كمستشار بعد وفاة دكتور جون قرنق إلى أن انفصل الجنوب، وهناك تواصل بيننا.

*علاقتك مع ياسر عرمان؟

صديق، هو رجل طامح وأعتقد أن الناس عليهم أن يأخذوه مأخذ جد.

*ألا تعتقد أن ياسر ـ بفعل عوامل عديدة بينها الإعلام السوداني ـ فقد شعبيته في الخرطوم؟

لا أحب الإجابة عن هذا النوع من الأسئلة، لأن فيها تقييم لشخص وتقييم لمواقف ولا يمكن أن أقول فيها كلاماً عابر، من يقرر أن ياسر فقد شعبيته هو الشارع وليس مجرد شخص يجلس على كرسي..

*هل يعبر ياسر عرمان عن ذات الفكرة التي تؤمن بها أنت؟

كل إنسان يعبر عن الفكرة بطريقته، أنا لا أريد أن أكون حَكَماً على كيف يفكر الناس..


*وهل كان مؤمناً بفكرة المشروع الوحدوي والسودان الموحد أم كما تقول الحكومة يتأرجح بين مصالح مختلفة؟

هذا هو الهروب من تناول الواقع كما هو، للبحث عن أسباب أخرى، وهذه مشكلة الصحافة السودانية، بدلاً من أن تنظر إلى الحقائق الموجودة على الأرض تبحث عن معاذير، لأنها لا تريد أن تقبل الحقائق..



*وهل انطبق هذا الأمر على ياسر؟



لا.. انطبق على الصحافة التي تُثير هذه الموضوعات.


*الصحافة السودانية أثارت موضوعات ومعلومات ضد ياسر عرمان؟

ضد ياسر وضد كثيرين، أي شخص تختلف معه يمكن أن تثير عليه أشياء غريبة.. وهذا منهج رديء لا علاقة له بالعمل الصحفي، هذا معروف في الصحافة العربية لكن في الصحافة الإنجليزية لا يمكن أن تثار قضايا شخصية عن شخصية عامة في قضية عامة..



*علاقتك مع باقان أموم؟

صديق..



*رغم تباعد المواقف ووجود خلافات.. ألم تميل إلى كفته؟

أنا أسعى لإزالة الخلافات وبالتالي لا يمكن أن أتحدث وأقول رأيي في هذا أو ذاك، لأني سأشعل نيراناً أسعى لإطفائها..


*رياك مشار؟



نفس الشيء..



*فرانسيس دينق؟

فرانسيس بعيد عن حلبة الصراع السياسي، هو رجل أكاديمي ومثقف ورجل كاتب..





*هل ابتعدت النخب المفكرة في حل الصراع الدائر في الجنوب؟

لا، مطلقاً، هم نشطون جداً؛ منهم لوكا بيونق ولديه مركز للحوار في كل القضايا الموجودة.. بول أشوينق، ولديه أيضاً مركز، وهم لم يبتعدوا.. من ابتعدوا هم فقط أصحاب المصالح مثل الموجودين في كل نظام..



*حاولت التوسط في إحدى جولات التفاوض التي جمعت الحكومة والحركة الشعبية شمال في أديس أبابا، ونحن نرى أن الوساطة بينهما لم تحقق نتائج؟



ذهبت لأديس أبابا ولكن من قال أني ذهبت للتوسط؟.



*لماذا ذهبت إلى أديس إذن؟

مثلاً يمكن أكون ذهبت لمقابلة صديق..



*ولكنك شوهدت في أروقة التفاوض الأمر الذي أشار إلى طبيعة زيارتك إلى هناك؟

نعم شُوهدت.. إن كانت هناك زيارة وعمل ولم يكشف عنها فبأي حال لا أستطيع أن أفضي لك عنها.





*ألم تحاول التوسط بينهما من قبل؟

هي ليست قضية توسط.



*فلنقل تقريب وجهات النظر والجلوس إلى كليهما؟

باعتباري سودانياً ولديّ علاقة وثيقة بالحركة الشعبية وعلاقة بعدد كبير من الفاعلين في الحكومة قطعاً سيكون لدي دور، ولكني لا أعلنه.



*هل تخشى من عدم نجاحه؟

لا يوجد شيء في السياسة ينجح غير الدبلوماسية الهادئة.. دبلوماسية التهريج والتصريحات الصحفية دائماً ما تودي بأي محاولة لتقريب وجهات النظر..



*هذا الحديث ينمّ عن تجربة خضتها في هذا المجال، أم من معرفتك الواسعة؟

طوال حياتي كدبلوماسي أحاول أن أوفق..


*وهل كان التوفيق يُهزم بالتصريحات الصحفية؟

أنا لا أجري التصريحات لذا لم يكن يُهزم بها.. في نهاية الأمر عندما تكون الدبلوماسية هادئة إما أن تنجح أو ينتهي الأمر ولا أحد يسمع عنها إلى أن تتفجر معارك لا معنى لها..



*قلت في حوارٍ سابق أنك شعرت بتغليب كفة الإنفصال خاصة بعد انسحاب وزراء الحركة الشعبية من الحكومة.. لماذا، وبعد تيقنك من الأمر، لم يظهر لك دور واضح بين الأطراف لإعادة فكرة السودان الموحد؟
الفكرة لكي تتحقق لابد أن يتفق الطرفان عليها، والطرفان اتفقا عليها في اتفاقية لها مشرفين وبها قواعد وبرنامج وفترة زمنية محددة لتنفيذ بنودها، كل شيء كان موجوداً، والمسألة لم تكن مسألة وساطة أو لعب دور.. الاتفاقية ـ مثل أية اتفاقية ـ هي التي تُفَسِّر ذاتها وليس الكلام الذي يدور حولها..



*كان البعض يرى أن الشيطان موجود في بنود الاتفاقية؟


الاتفاقية واضحة لم تكن تحتاج إلى إضافة نقطة..





*ذكرت من قبل أن الإحباط تملكك، وشعرت بحزن عند الإنفصال.. لماذا لم نقرأ مقالاً حزيناً تعبر فيه عن مشاعرك؟

أنا لا أكتب شعراً، إنما أكتب سياسة، لذا كتبت كتابي الذي سألتيني عنه..



*ولكنك نعيت من قبل محمود محمد طه وكتبت كتابة حزينة.. ألا يكتب الكاتب حينما يشعر بالحزن؟

(يجيب ضاحكاً) ولكني كتبت كتاباً عن الانفصال..



* الحدث كان كبيراً؟

هل انتظرتِ منّي أن أكتب قصيدة رثاء؟.. أنا أرثي أصدقائي حينما يموتون ولكني لا أرثي موقفاً سياسياً..





*ألا ترثي فكرةً ماتت؟


أرثي بلد، وهو ما سأقوله في مذكراتي، لأن ما سقط ليس الوحدة، إنما السودان ويجب أن يعرف الناس هذه الحقيقة..

*هل عبرت عن حزنك ولو بعد هذه السنوات؟


الحزن لا ينتهي لأنه جرح غائر.. وليس لأنه فقط جرح غائر ولكن لأن له تداعيات أخرى في الشمال والجنوب، ما يحدث في الجنوب اليوم هو إحدى تداعياته.



*هل التداعيات تتمثل في الحرب فقط.. أم أن هناك شيئاً آخر؟

التداعيات كافية، إن كانت هناك حروب في الجنوب والنوبة ودارفور، ماذا تتوقعين أكثر من ذلك؟ إلا أن نتوقع بأن تصبح مثل بغداد حينما غزاها المغول..



*ما الضمان إن اختار الجنوب الوحدة، بأن يحدث استقرار في السودان، وتنتهي هذه الحروب؟

الاتفاقية.. فهي لم تتحدث عن وحدة أو إنفصال إنما تحدثت عن مشروع متكامل للنهضة في السودان، الاتفاقية تحدثت عن الاقتصاد والاجتماع والثقافات والعلاقة مع العالم الخارجي، وهذه هي الحياة.



*البعض عاد ليقول أن جون قرنق أغتيل، هل أنت مع هذا الرأي؟

لا.. أنا آخذ بالشواهد والتحقيقات التي أجريت، لأن من يتحدث عن هذه المؤامرة لديه هدف، أنا أعرف علاقة قرنق بموسيفيني، لا يمكن أن يفعلها موسيفيني..



*مصير الاتفاقية الموقعة حالياً بين حكومة الجنوب والقيادي المعارض رياك مشار.. إلى أي مدى يمكن أن تنجح؟

أنا لا أريد أن أكون متشائماً، لكن الدلائل تشير إلى وجود تردد وفي اعتقادي أن أسوأ ما في هذه الاتفاقية أنها تناولت قضايا النخبة، لا يوجد شيء فيها عن الإنسان، تحدثت عن توزيع السلطة وهذا شيء مؤسف..





*التحولات في السودان.. ما تقييمك للحوار الوطني الدائر حاليا؟

أبعديني من هذه السؤال.





*ولا تعليق بسيط؟

لا تعليق.
لينا يعقوب _ السوداني


بواسطة : admin
 0  0  1231
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:42 مساءً الخميس 25 أبريل 2024.