• ×

حديث المدينة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
حديث المدينة

من يقف وراء عابدين ومحيي الدين..!!

عثمان ميرغني

ملفات الفساد في شركة السودان للأقطان أكبر كثيراً مما يتخيل أي إنسان عاقل.. استيراد المبيدات.. استيراد الأسمدة.. استيراد المعدات والآليات الزراعية.. استيراد (الخيش).. والأنكى من كل ذلك عمليات توريد المحالج .. كلها تخضع لعمليات تلاعب بالأسعار بما يفوق الضعف.. وكلها بالعملة الصعبة التي يجترها الوطن من دم أبناء شعبنا الفقير.. مئات الملايين من الدولارات ما باتت تحتاج حتى لفقه السترة.. كل شيء يتم في وضح النهار. كنت تحدثت أمس في تقرير لفضائية الجزيرة.. وقلت لو كانت عمليات فساد معزولة عن بعضها.. لأمكن افتراض أنها تتم بنزوات فردية .. لكنها تبدو كأنهر من الفساد المتفق عليه الذي لا ينقطع.. فيبقى السؤال الكبير المثير الخطر.. هل يعقل أن عابدين محمد علي.. ومحيي الدين عثمان.. رجلان يقفان وحدهما في صحراء هذا الفساد ؟ هل ينفردان وحدهما ببطولة كل هذا المسلسل المتوحش؟؟ من يظن ذلك هو على رأي السيد الأمام الصادق المهدي رجل في رأسه (قنبور).. لسبب بسيط أن غالبية هذه العمليات لا يمكن إنجازها إلا بتواطؤ آخرين في مؤسسات أخرى في الدولة.. في وزارة المالية.. في البنك المركزي.. وفي أماكن أخرى كثيرة.. بل وبكل أسف- لابد من مشاركين بالصمت.. الصامتون الذي يرون بأعينهم كل شيء لكنهم إما يبيعون صمتهم مقابل المعلوم سلفاً بينهم.. أو يشترون بصمتهم كراسي وظائفهم.. وبكل أسف ليس في هذه القضية (صامت لوجه الله) . كل الصامتين باعوا الصمت، كلٌ على قدر عزمه.. إنني أسأل بكل صراحة ووضوح السيد صلاح عثمان حسين (ابن الفنان العملاق عثمان حسين) وهو واحد من أهم الممسكين بملفات شركة الأقطان وشراكاتها.. هل كان يعلم بالطريقة التي تتبعها الشركة لاستيراد القائمة الطويلة من مدخلات الزراعة التي تتعامل فيها. هل يعلم بتفاصيل العقودات وخطابات الاعتماد ثم فواتير النقل من الميناء إلى المشاريع الزراعية.. لا يفيد الصمت. يجب أن يتقدم إلى الأمام ويكشف الحقيقة.. الصمت لا يجدي.. هذا المال العام يملكه شعب فقير يأكل الصبر ويشرب الابتلاء صباح مساء.. والذين يتسترون على هذه الجرائم سيطالهم عقاب السماء إن أفلتتهم عدالة الأرض.. الذي أخشاه أن تذهب قضية شركة الأقطان في نفس مسار قضايا الفساد الكثيرة التي تكون لها اللجان وتصدر بحقها أقصى العبارات الرسمية.. ثم يأتي الصباح فتسكت شهرزاد عن الكلام المباح. على كل حال.. مزيد من الوثائق في الطريق إليكم.. كلها تحكي قصة واحدة .. تبدأ بالفساد وتنتهي به.. وهي ليست لتسلية القراء أو اجترار دموعهم الغالية. هي مهداة للحكومة وآلية مكافحة الفساد.. ماذا أنتم فاعلون؟؟ الشعب كله ينظر.. وينتظر..!! ما أنتم فاعلون؟؟ يا د. أبو قناية..


التيار

بواسطة : عثمان مرغني
 0  0  9486
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:19 مساءً الأربعاء 24 أبريل 2024.