• ×

قولوا حسنا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
قولوا حسنا


انتفاضة العقول والمذكرات

محجوب عروة
erwa.mahgoub@gmail.com

تموج الساحة السياسية هذه الأيام بحراك سياسى واسع بالتظاهرات والأعتصامات والأحتجاجات والتمردات والمذكرات فقد ظهرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة كمذكرات الأسلاميين وداخل الحزاب الأتحادى و الأمة ولم أرصد مذكرات معلنة داخل أحزاب المؤتمر الشعبى والشيوعى والحركات المسلحة لكن لا بد من مناقشات وحورات داخلية فاذا لم يحدث فلن أن أندهش اذا سادت حالة بيات شتوى وجمود فكرى وسياسى لهذه الأحزاب العقائدية.
السودان كان أسبق الدول فى ثورات الربيع العربى( 1964 و 1985) نجحا أثر تفاعلات سياسية داخلية وخارجية واخفاقات الأنظمة السلطوية فى ادارة الحكم والتنوع السودانى وس لنشوء وتوسع حركة المجتمع السياسى والمدنى فى البلاد ومن المؤكد كما دلت الوقائع لم يأتيا عقب انتفاضة فكرية أو حوار واسع وحقيقى وشامل لتحليل الواقع السودانى وتكريس البديل المناسب سواء بين قوى المعارضة نفسها أو بين المعارضة والحكومات بل كانت جميعها مجرد تحالفات تكتيكية آنية سرعان ما تنتهى بانتهاء الأنظمة فكرست أزمة الثقة والتعصب الحزبى الضيق ودفع بالأوضاع السياسية للتدهور السريع واخفاق حكومات ما بعد الثورات فى الممارسة الديمقراطية الرشيدة والأستقرار والنماء. لقد كان أكبر هم للأحزاب الحاكمة والمعارضة هو السلطة بأى وسيلة و المعارضة غير الموضوعية المكايدة والأبتزاز بالشعارات واستغلال نشاط حركة التمرد وكلاهما لم يقدما أفكارا جديدة أوبرامج متقدمة وحقيقية.. سادت الشعارات العقائدية والوطنية السطحية والمكايدات الحزبية والشخصية مكان العمل السياسى المسئول والأنتاج الفكرى المعتدل فكانت الدورة السياسية الخبيثة.. لم توضع مناهج تعليمية صحيحة وفق متطلبات واحتياجات التطور المطلوب للتنمية الأقتصادية والسياسية والأجتماعية والعلمية فأنتجت جيلنا الحالى الذى فشل أيضا كسابقه حاكمين ومعارضين و يحتاج الجيل القادم لمعجزة لنقله الى آفاق التقدم والممارسة السليمة خاصة السياسية. كما أن حركة التمرد لعبت دورا سالبا باصرارها على المطالب التعجيزية ومحاربتها للجيش السودانى وأخافت الشماليين فأعطت حجة قوية للأنقلاب.
ان من أوضح مظاهر السطحية السياسي اليوم وعدم الأتعاظ بالماضى أن المعارضين والحاكمين على السواء عندما يقرأون أفكارا مستقلة عن رؤاهم لتناصحهم س لتجاوز اخفاقات الربيع السياسى السودانى فى ثورتى 1964 و1985 يدعيان أن تلك الأفكار تصب فى مصلحة الآخر تماما كما يعلق علينا بعض مناضلى الأنترنت عندما نكتب.. المعارضون يريدون فقط شتيمة اهل الحكم وزوالهم ويقولون كما رددنا من قبل فى نظامى نوفمبر ومايو أن مجرد زوالهما سينصلح أمر السودان فحدث غير ذلك فعادت الأنقلابات، وأهل الحكم يريودننا فقط أن نصدق ادعاءآتهم بأن كل شئ عال ولا داعى للتغيير!!
الحل فى تقديرى هو الأنتفاضة ولكنها انتفاضة فى الفكر و الضمائر أولا حتى اذا جاءت الأنتفاضة السياسية وهى آتية لاريب اذا حدث الأحتقان برفض أهل الحكم النصائح وفضلوا التعصب والكنكشة الحالية دون اصلاح وتغيير حقيقى وليس تكتيكى وفق ما طالبت به المذكرات الحالية. وفى المقابل لا بد أن تمارس الأحزاب المعارضة الأصلاح الذاتى فهذه المرة لن يسمح لها الشعب السودانى الذى ضحى مرتين لتعود لنفس الممارسات و ربما بنفس سلوكياتها وشخوصها السابقة.. لقد نشأ جيل جديد يمثل الغالبية الساحقة بديلا للأحزاب القديمة جميعها لا يقبل بالممارسات السابقة.اذا لم يحدث الحوار وانتفاضة فكرية وفى الضمائر فلات ساعة مندم.
أنصح جميع أشقائنا المصريين أن يتعظوا بالتجربة السودانية الفاشلة عقب انتفاضة ابريل 1985 فلا يستعجلوا ويتعصبوا ويتخندقوا حتى لو لديهم الأغلبية وليجعلوا لهم معادلة مع الجيش المصرى ففى السودان استعجلت الأحزاب السطة بعد الأنتخابات وكونت حكومات هزيلة دون استراتيجيات وبرامج مناسبة ولم تجلس لتتفق على الثوابت الوطنية واخلاقيات الممارسة السياسية ودخلوا جميعا فى نفق المكايدات ودفع الفواتير الخارجية وخداع حركة التمرد فعادت الأنقلابات

بواسطة : محجوب عروة
 0  0  2325
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:51 مساءً الخميس 25 أبريل 2024.