• ×

فالنتاين وميتش

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
حتى زكية زكريا التي خلّدت ذكرها بين الأنام لم ترسل إليَّ بطاقة حب يوم 14 فبراير المنصرم، (لغير المثقفين فقد كانت زكية زكريا امرأة مصرية شعبولية الملامح كانت تطل علينا في كل شهر رمضان وهي توقع الناس في مواقف محرجة، وسبب بشاعة ملامحها هو أن من كان يقوم بدور زكية هو الممثل المصري إبراهيم نصر)، وظللت انتظر أكثر من شهر أن تستدرك زوجتي الأمر وتعطيني وردة حمراء، لأقوم بدوري بإهدائها سوارا ذهبيا تايوانيا أحمر.
وكما قلت مرارًا فإنّ زوجتي متخلفة ولم تسمع بعمو فالنتاين الذي أصبح رمز الحب، بعد أن ظللنا نتوهم أن ذلك الطفل (كيوبيد) هو رمز الحب، المهم هو أن زوجتي لم ترسل إليَّ بطاقة أو تشتر لي هدية بفلوسي كما تفعل الزوجات المتحضرات، ومن غرائب الصدف أنني على غير العادة اشتريت ذات عام بعض العطر الفرنسي المغشوش لزوجتي في ذلك اليوم الأغر، وقدمته لها، ولم يكن في بال أي منا تلك المناسبة المفبركة، المسماة عيد الحب، ولكن ابنتي مروة ذات الثقافة التلفزيونية والإنترنتية العالية صاحت جزلة: هيه.. بابا احتفل بعيد الحب!! وعلى الرغم من أنني أتفادى الاصطدام بمروة طلبًا للسلامة فإنني قررت التصدي لها واللي يحصل يحصل: حب إيه يا قليلة الأدب؟ قالت بكل برود: فالنتاين يا أبو الجعافر يا أبو عيون خضرا وشعر أشقر!! هل نسيت ما كتبته عن أنك تريد أن تهاجر إلى كندا لتصبح خواجة؟ وهل تحتفل بالفالنتاين استعدادًا «للتخوجن»؟ سكتُّ كعادتي في كل مرة أخسر فيها معاركي معها وقررت للمرة السبعين بعد المائة حرمانها من الميراث!
الأسترالي مادكاب ميتش، كان من حقه كمسيحي أن يحتفل بيوم فالنتاين، ولكنه بث حبه وعواطفه لواحدة «تستاهل»، وقرر الزواج بها فجاءه القسيس وأبرم الزواج، وانهالت عليه التهاني من أصدقائه المتزوجين بنساء!! وهل ثمة من يتزوج بغير النساء؟ نعم، فالسيد ميتش عقد قرانه على زوجة لا تنقنق ولا تطنطن ولا تطالب بزيادة المخصصات المالية ولا تنبش جيب زوجها وهو نائم (هل سبق أن حدثتكم عن المعلمة التي كانت تحاول غرس الفضائل في نفوس تلاميذها الصغار وسألتهم: إذا أدخلت يدي في جيب بنطلون أو جلباب رجل وأخذت بعض النقود فماذا أكون؟ رد عليها الصغار بالإجماع: تكونين زوجته).
ميتش عقد قرآنه على تلفزيون موديل قديم، ووضع دبلة الزواج على الإيريال، وبعد أن قال له القسيس مبروك. أعطى التلفزيون قبلة ثلاثية، وبرر اختياره لعروسه بأنها تدخل البهجة إلى قلبه حتى عندما يجالسها عشر ساعات متتالية، ولا تتشاجر معه حتى لو هجرها عدة أيام! لو كان ميتش عربيًا لما أقدم على الزواج بتلفزيون لأنّ الزواج بآدمية من طراز زكية زكريا من حيث الوسامة، ومايك تايسون من حيث الرقة، أهون على النفس من معاشرة تلفزيون ينقل برامج عربية فيروسية، تجعل الإنسان من ذوي الاحتياجات الذهنية الخاصة، أو تنقض وضوءه، أو تفسد أخلاقه حتى لو كان عدوا للهلس والرجس لأنه ستصدر عنه ألفاظ لا تخلو من البذاءة كلما طالع الكاسيات العاريات وأشباه الرجال ولا رجال، وهم يتظارفون ويتمايعون في دلال وغنج وكأنهم يجلسون مع المشاهد على شاطئ أوروبي.
المهم أقول لميتش: مبروك تغلبها بالكيلووات، وتغلبك بالقنوات.. ولكن إياك والدشات التي تلتقط القنوات العربية لأنها ستتسبب في خراب بيتك.. بالطلاق! ومن باب اللعب على المضمون ولأنك في أستراليا اجعل الدش في بيتك يتجه شرقا، بحيث يصبح الشرق الأوسط في «قفاه» فلا تتسلل منه البلاوي إلى عروسك.

بواسطة : جعفر عباس
 0  0  8867
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:11 مساءً الجمعة 29 مارس 2024.