• ×

نفاج

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
د. البارودي... أنا بحب السيما
تعهد الدكتور محمد عوض البارودي رئيس المجلس الأعلى للثقافة والسياحة والإعلام بولاية الخرطوم أن يكون العام 2012م عاماً للسينما السودانية، وهو تعهد أرجو ألا يذهب أدراج الرياح، خاصة وأن نفخ الروح في هذا الجسد الميت يحتاج لمعجزة كتلك التي أعطاها الله لسيدنا عيسى عليه السلام، وهي بالتالي مهمة صعبة جداً إن لم تكن مستحيلة، وأخشى أن يمر العام 2012م دون أن يفعل د.البارودي شيئاً في هذا الملف الشائك، دون أن أقصد بالطبع أن أثبط من همة الرجل، ذلك أن هناك شواهد عديدة تجعل من هذا التعهد من سابع المستحيلات، أولى تلك العقبات هو التمويل، فالكتاب موجوديون، والقضايا التي تحتاج إلى معالجات سينمائية موجودة بكثرة، لكن كيف السبيل لجلب المال لإحياء السينما؟ هل تسمح ميزانية المجلس بذلك؟ وإذا كان ذلك كذلك لماذا تأخر الدكتور كل ذلك الوقت، وهو الذي كان بالأمس على رأس وزارة لا مجلس؟ وقبل أن أغادر هذه المحطة يقيني الكلفة الباهظة للسينما أكبر من إمكانات مجلس ولائي، فهل يبحث الدكتور منذ الآن عن مصادر واضحة للتمويل أم ينسرب العام من بيننا لنعود ويحدثنا عن الإمكانات التي وقفت أمام هذا الحلم؟ وهناك العديد من الأفكار التي بإمكان الدكتور البارودي التفكير فيها للتمويل خارج داخل وخارج ميزانية المجلس، خاصة وأن السينما وبرغم كلفتها لكنها صناعة مربحة جداً وتدر مالاً كبيراً، ودوننا الأفلام التي تحصد الملايين في دور العرض سواء كان ذلك في محيطنا العربي والإفريقي أو حتى المحيط الدولي.
العقبة الأخرى هي العقبة المفاهيمية لدى الدولة، فينتظر الدكتور عمل كبير في قيادة حوار طويل مع الدولة في أعلى مستوياتها في أن السينما صناعة تنقص السودان، وهي بخلاف أنها تعبر عن ثقافتنا كسودانيين وتقديمها للآخرين، فإنها صناعة كما أسلفت ليست خاسرة، ويمكنها أن تسهم في رفد الخزينة العامة للدولة بالمال، وأرجو أن يقود الدكتور البارودي هذا الحوار بمعية الوزير الاتحادي السمؤال خلف الله، وأن يكون (إحياء السينما السودانية) هو هم الوزارة والمجلس وجميع المثقفين السودانيين والحادبين على الثقافة السودانية، وعلى هذا الفن (السابع).
كذلك هناك عقبة يمكن أن تواجه الدكتور تدخل في الإطار المفاهيمي ذاته، وهو الهجمة السلفية التي يمكن أن يتعرض لها، باعتبار أن (السينما حرام)، ومن هذا الباب يجب ألا تتزحزح قناعة الدكتور بالسينما وأن تقوم وتنهض بشروطها الفنية، لا بتلك الشروط النصوصية التي تحرم المرأة في صوتها وصورتها، وأزيائها، وخلاف ذلك من الصورة الذهنية الإنكفائية التي تخص مجترحيها.
نفاج أخير
يجب أن يجد الدكتور البارودي الدعم والسند من كل الذين يحبون أن تكون للسينما حضور في الساحة الثقافية السودانية، وهذا لا يعفي أن نقف بالمرصاد للدكتور البارودي كلما ظن أن "لمة فنانين" يمكن لها أن تصنع حراكاً ثقافياً، وكذلك هناك الكثير من الملفات التي تخص الشأن الثقافي في انتظاره، سيأتي أوان طرحها إنشاء الله.

بواسطة : غلامابي
 0  0  2980
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:05 مساءً الخميس 28 مارس 2024.