• ×

أموال الأسر الأشدّ فقراً ..(2)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط


:: وصلاً لما سبق، ثم تلخيصاً لزاوية البارحة، لم تقف التجاوزات في أموال (الأسر الأشدّ فقراً)، والمسماة حكومياً بمشروع تقليل الفقر بالسودان عند حد توزيع أموال المشروع لأسماء وهمية لاوجود لها في الحياة، وأسماء غير مكتملة التعاريف والعناوين، وأسماء إنتقل أصحابها إلى رفيقهم الأعلى قبل بداية المشروع بسنوات، وهي الأسماء المقدرة ب (11.969 إسماً)، أي ما تعادل (12%) من إجمالي الأسر المستهدفة بالمشروع..!!

:: ليس ذاك فحسب، بل للتجاوز في أموال هذا المشروع أشكال أخرى (قبيحة)..على سبيل المثال، إكتشف المراجع العام إيداع مبلغ قدره (125 مليار جنيه)، بحساب وزارة الرعاية ببنك السودان، ثم تم تحويله إلى بنك الإدخار في الحساب رقم (150)، بإسم الأسرة الفقيرة..وتم فتح هذا الحساب بتوجيه من الوزيرة و بلا موافقة وزارة المالية، وهذا ليس مهماً، فالمهم هل تم توزيع كل الملبغ - 125 مليار جنيه - للأسر الأشدَ فقراً؟.. للأسف ( لا)، فالدعم المقدم للأسر الفقيرة لم يتجاوز (97.102.624 جنيه)، فلنقل ( 98 مليار بدون كسور وبواقي)..تابع أوجه الصرف ( فرق المبلغ)، أي (27 مليار جنيه)، ما لم تكن مصاباً بالقلب والسكري ..!!

:: (11.500.000 جنيه)، تم صرفها في رؤوس أموال ( التفاصيل لاحقاً)..(4.300.000 جنيه)، تم صرفها للتأمين الصحي .. (3.597.177.82 جنيه)، صرفتها وزارة الرعاية ( التفاصيل لاحقاً)..(1.604.924.02 جنيه)، تم صرفها لمشاريع مياه للولايات..( 2.894.250 جنيه)، تم تحويلها كودائع إستثمارية..(469.395 جنيه)، تم تحويلها لوزارة الرعاية أيضاً..وهاهي التفاصيل، إذ من الأموال المخصصة للأسر الأشدَ فقراً تم تمويل رؤوس أموال بنك الإدخار ومؤسسة الأيادى الخيرية ومؤسسة الكفاية، وكل هذا تم بلا علم وموافقة وزارة المالية..فالعدل هنا هو أن تدعم تلك الجهات الفقراء، وليس عدلاً أن تضخم رؤوس أموالها بأموال الفقراء ..!!

:: أما تفاصيل المبالغ التي تم تحويلها - من الأسر الأشدَ فقراً - إلى وزارة الرعاية ( الأرقام أعلاها)، فقد وزعتها الوزارة إلى أرصدة (منظمة الدعوة الإسلامية) و (منظمة تراث للتنمية) و (منظمة الشهيد).. ثم الأدهى والأمر، من أموال الفقراء تم (هيئة جامعة أمدرمان الإسلامية)، وكذلك ( الإتحاد العام للمرأة)، ثم (اتحاد جامعة أمدرمان الإسلامية)، و جمعيات أخرى تابعة لوزارة الرعاية..والمؤسف أيضاً، أن الوزارة تصرفت في تلك الأموال لحد صرفها في إيجار عقاراتها وإيجار طائرة، وشراء نقد أجنبي، وتذاكر سفر، وكذلك دعم ( بعض أفرادها)..ولا ننسى بأن ولاية الخرطوم وجهت بصرف (3 مليار جنيه) كوجبة مدرسية للطلاب، وتم تحويل المبلغ، ولكن يقول المراجع بالنص : (تم صرفه في غير ذلك)، ولم يسترسل، ربما رحمة بذوى القلوب الضعيفة ..!!

:: وختاماً، يوصي المراجع العام بالآتي..ولكن قبل ( الآتي)، نسأل المراجع بإشفاق : إنت ما بتزهج من التوصيات؟.. المهم، يوصي المراجع بإسترداد كل تلك الأموال التي صرفت في غير أوجه صرفها، وهي ( الأسر الأشدّ فقراً)، ثم يوصي بمحاسبة الذين تصرفوا في تلك الأموال بغير وجه حق.. ويوصي أيضاً بعدم التصرف في الدعم المقدم للفقراء مستقبلاً..أما أجمل توصية، فهي توصيته بعدم توصيل الدعم للفقراء عبر حسابات مصرفية ( لايمكن الوصول إليها)، هكذا قال بالنص..ولا ندري هل المراجع ذاته أم الفقراء هم الذين عجزوا الوصول إلى تلك الحسابات المصرفية؟.. المهم، لن نطالب بمحاسبة هؤلاء المفسدين، أو كما طالب المراجع العام، بل تقزم الطموح لحد المطالبة ب (عدم ترقيتهم)..!!

بواسطة : الطاهر ساتي
 0  0  1628
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:19 صباحًا الجمعة 29 مارس 2024.