• ×

حديث المدينة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
حديث المدينة

خليفة .. الرئيس البشير..!!

عثمان ميرغني

لأن اليوم عطلة رسمية بمناسبة المولد النبوي الشريف.. أستأذنكم في تأجيل نشر بقية وثائق قضية شركة الأقطان ليوم غد الاثنين بإذن الله.. في حوار السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أمس الأول.. الذي أجراه زميلنا الطاهر حسن التوم.. وبثته ثلاث فضائيات معاً.. الشروق والنيل الأزرق وتلفزيون السودان.. لاحظت أن السيد الرئيس قال بالحرف إن المؤتمر العام القادم سينتخب (رئيس جمهورية جديد).. لكن لفت نظري أنه لم يقطع بصورة حاسمه، إن كان سيرشح نفسه أم لا.. لأن عبارة (رئيس جديد) تنطبق على أي (رئيس منتخب) حتى ولو كان الرئيس البشير نفسه. المسافة الفاصلة حتى موعد المؤتمر العام القادم لحزب المؤتمر الذي سيقدم فيه الحزب مرشحه للرئاسة قريبة جداً.. (عام 2013).. ومن المفترض أن بوادر وتباشير (رئيس جديد) بالمعنى الحرفي لكلمة جديد.. أي رئيس يخلف الرئيس البشير.. وحتى اللحظة لا يلوح في الأفق ملامح (خليفة!) تجتمع عليه كلمة الحزب.. وقد لا يرى البعض أهمية لمثل هذا الظهور المبكر لخليفة رئيس الجمهورية.. لكن الأمر مهم للغاية.. بل حيوي ومصيري بالنسبة للسودان.. لأسباب كثيرة أهمها.. في المقام الأول أن ظهور خليفة للبشير يحسم أي جدل حول استمرار البشير لدورة رئاسية جديدة.. حسم داخلي في أروقة الحزب.. وخارجي في المشهد السياسي حتى يبعث برسالة مهمة في هذا التوقيت إلى الجميع أن مبدأ (التغيير) والتجديد ساري المفعول.. خاصة أن التشكيل الأخير للحكومة أحبط الشعب كثيراً لاستمرار ذات الوجوه دون أي تغيير يذكر مما منح الإحساس بأن التغيير المنشود بعيد المنال. يجدر أن نضع في الاعتبار أنه بانتهاء هذه الدورة الرئاسية سيبلغ الرئيس البشير في الحكم (26) عاماً كاملة.. وهو عمر أطول مما حباه الله لنبيه المصطفى (الذي نتشرف بالاحتفاء بمولده اليوم) في النبوة.. (النبي صلى الله عليه وسلم تولى الحكومة الإسلامية الأولى في العالم لمدة عشر سنوات فقط.. بينما أنعم الله عليه بالنبوة لمدة 23 عاماً).. الحساسية المفرطة التي ينظر بها البعض لموضوع الخلافة في الرئاسة.. تتسبب في إحباط روح التنافس.. وهي روح مهمة وحيوية، بل حتمية، وبغيرها لن يكون متاحاً عجم سهام الكنانة لاختيار أقواها وأصلبها.. وافتراض أن الحديث عن (خليفة) لرئيس الجمهورية يتسبب في خدش أحاسيس الرئيس والمساس به.. فيه درجة من الجبن والنفاق والتنكر لقيم الاسلام السمحة.. فالإسلام لم يجعل لحاكم قدسية تمنع التحديق في الشأن الرئاسي عن كثب. بل وفرت السيرة النبوية الشريفة نماذج لا تعدّ ولا تحصى للطريقة التي أدار بها محمد صلى الله عليه وسلم قيادته وحكمه. فكان دائم التحذير من تأليه الحكام.. وتأسى به أصحابه من الخلفاء الراشدين.. أتمنى أن يطلب الرئيس البشير من حزبه وعلناً على رؤوس الأشهاد أن يبدأ (خليفته) الدخول لمرحلة الإحماء..

التيار

بواسطة : عثمان مرغني
 0  0  9954
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:05 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.