• ×

اليكم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
إليكم

الطاهر ساتي
tahersati@hotmail.com

كان حبهم عميقاً ونبيلاً وجميلا ً...!!

** وهما في فيافي الهجرة، ثاني إثنان والله معهما، تحت هجير الشمس وفوق لظى الرمال، يصيبهما العطش والرهق..ويأتي الصديق أبوبكر بقدح لبن للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام قائلا : اشرب يا رسول الله..ثم يقف متأملا والحبيب يشرب.. لاحقا، يصف الصديق المشهد للصحابه قائلا : فشرب النبي صلى الله عليه، حتى إرتويت.. تأملوا الحب والوفاء أيها الأفاضل في ( حتى إرتويت).. إذ يشرب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويرتوي أبوبكر الصديق رضي الله عنه بذاك الشراب، أي لا يشعر بالعطش حين يرتوي رسول الله.. والصديق ذاته يأتي يوم فتح مكة بوالده أبوقحافة الى الحبيب المصطفى ليعلن إسلامه وليبايعه، فيخاطبه المصطفى صلى الله عليه وسلم مشفقا : (هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا إليه)، فيرد أبوبكر أنت أحق بأن يؤتى إليك يارسول الله)، ويسلم أبوقحافة ويبكى ابنه أبوبكر الصديق، فيسأله الصحابة : هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار، فما الذي يبكيك؟، فيرد الصديق رضي الله عنه : لأنى كنت أحب أن الذي بايع النبي الآن ليس أبي، ولكن أبوطالب، لأن ذلك كان سيسعد النبي أكثر.. فتأملوا الحب والوفاء، يتمنى الفرح للنبي صلى الله عليه وسلم أكثر من فرحته لأبيه..وهكذا كان الصديق صادقا في حبه لحبيب الله ..!!
** وهذا ثوبان الذي كان يخدم الحبيب المصطفى .. يبكي ذات يوم حين عاد رسول الله الى المنزل بعد غياب يوم كامل، يبكي ويستقبله قائلا : أوحشتني يا رسول الله .. فيسأله المصطفى صلى الله عليه وسلم : (أهذا يبكيك؟)، فيقول ثوبان متوجسا وباكيا : لا يارسول الله، ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني، فتذكرت الوحشة.. هذا خادمه، عليه السلام، يرافقه في الدنيا ويتوجس من أن يفارقه في الآخرة، بحيث يتذكر بأن للنبي مقام في الجنة وله مقام آخر، فينزل جبريل عليه السلام بقول الله تعالى (ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)..فيطمئن قلب ثوبان، وكل أخيار وأحباب رسول الله.. ويوم أحد، يصطف جيش الصحابة رضوان الله عليهم، فينظر إليهم قائدهم عليه الصلاة والسلام ، ويرى بأن سواد بن عزبة ليس بالصف، بل يقف متقدما، فيخاطبه الحبيب المصطفى (استو يا سواد)، ويرد سواد : نعم يا رسول الله، ثم يقف لامباليا في ذات المكان ولا يستوى مع صف الجيش، فيأتى النبي صلى الله عليه وسلم وينغزه بسواكه قائلا : (استو يا سواد)، فيقول سواد : أوجعتني يارسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدنى..فيكشف له المصطفى صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريفة ويقول مخاطبا سواد : ( اقتص يا سواد)، فينكب سواد على بطنه الشريفة ويقبلها، ويقول : هذا ما أردت ، ثم يقول فرحا : يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة ، فاحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك..ويقاتل سواد ويستشهد ولايبالي بوقع السهام والنبال والرماح على جسده، إذ لم تمس جلده غير جلد رسول الله قبل تلك السهام والنبال والرماح..هكذا كان حبهم، رضوان الله عليهم، لرسول الله صلى الله عليه وسلم..فأين نحن من هذا الحب؟..نخطئ كثيرا لو إختزلنا حبنا لمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم فقط في (النوبة والطار والمديح)..إذ حب الصحابة رضوان الله عليهم لحبيب الله صلى الله عليه وسلم كان عميقا ونبيلا وجميلا، ومتجليا في كريم خصالهم.. نتوسل إليك يا الله، بأن تكرمنا بحب رسولك الكريم عليه الصلاة والسلام وحب صحابته رضوان الله عليهم، وأن تجمعنا بهم ، بحيث لاتصيبنا وحشة كما وحشة ثوبان في ذاك اليوم..ونسألك يا الله، بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أوإستأثرت به فى علم الغيب عندك، بألا تخرجنا من هذه الدنيا إلا وأنت راض عنا ..!!
..............
نقلا عن السوداني

بواسطة : الطاهر ساتي
 0  0  1621
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:13 مساءً الخميس 28 مارس 2024.