• ×

حديث المدينة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
حديث المدينة

(الراجل اللي وراء عمر سليمان)..!!

عثمان ميرغني

لا يزال السؤال مطروحاً .. ومتروكاً للاستنتاج.. من هو (الراجل اللي وراء عمر سليمان).. وهي عبارة طريفة من صنع الشعب المصري بعد إعلان حسني مبارك لاستقالته.. حيث ظهر عمر سليمان في التلفزيون ليذيع بيان الاستقالة المقتضب.. ومن خلفه رجل لم يعرفه الناس.. فتتساءل الناس عن الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان.. لحظة تلاوته للبيان.. هل يمكن لرجلين اثنين .. هما د. عابدين محمد علي.. ومحيي الدين عثمان أن يتلاعبا بمئات من ملايين الدولارات.. وباسم الحكومة.. وأوراقها وأختامها.. دون أن يقف رجل واحد ليقول (لا)..؟؟ الحقيقة.. وللتاريخ نسجل للمهندس عبد الجبار حسين.. الأمين العام للنهضة الزراعية حالياً .. والذي كان يشغل في وزارة الزراعة منصب المنسق القومي للمدخلات والتمويل.. أنه فعل ما عليه فعله وهو يرى بأم عينه هذا الفساد الكبير.. راجعوا وثائق اليوم في (التيار ليكس).. المهندس عبد الجبار يقرع الجرس بكل قوة.. ويكتب خطاباً مفصلاً واضحاً.. ليس فيه أية تورية أو تأويل.. ليقول إن شركة الأقطان تمرر أموال الشعب السوداني إلى شركة (تاجا الهندسية) التي يملكها محيي الدين عثمان.. كان في مقدور عبد الجبار أن يسكت.. أضعف الإيمان.. على الأقل للمحافظة على الكرسي. لكنه ضبط الحالة وأبلغ عنها فوراً في حينه.. انظروا بدقة في خطاب عبد الجبار.. إلى من أرسل الخطاب؟؟؟ أرسله الى وزير المالية الزبير أحمد الحسن.. إذن وزير المالية المسوؤل عن أمانة الحفاظ على أموال الشعب السوداني.. كان يعلم.. وأرسله أيضاً إلى وزير الزراعة والغابات. إذن الوزير الذي باسمه كتب د. أحمد البدوي خطاباً إلى بنك دبي الإسلامي لوضع التمويل تحت يدي شركة محيي عثمان.. أيضاً يعلم.. وأرسله إلى بنك السودان.. إذن محافظ بنك السودان.. الجهة التي أصدرت خطاب الضمان. أيضاً يعلم أن التمويل ذاهب إلى محيي الدين عثمان.. تحت مظلة شركة الأقطان.. عبر (عقد وكالة).. وبخطاب من وزارة الزراعة .. في هذه الحالة يجوز لنا أن نسأل (والريالة تسيل من أفواهنا).. إذن من كان (لا) يعلم؟؟ إذا كان هؤلاء يعلمون.. فمن كان (لا) يعلم.؟؟ نفس الأمر تكرر في الخطاب الذي نشرناه في أول يوم.. الخطاب أيضاً كان للمرة الثانية من عبد الجبار حسين.. هذه المرة بصفته الأمين العام للنهضة الزراعية.. للمرة الثانية يقرع الجرس بشدة.. ويقول: إن عابدين محمد علي.. ورفيق دربه محيي الدين عثمان أسسا شركات بأسماء أولادهما وزوجاتهما.. وأنها تعمل تحت عباءة شركة الأقطان.. الخطاب أرسل إلى الدكتور الطيب أبو قناية.. وكيل وزارة المالية - آنئذ-.. واعترف لي في محادثة هاتفية قبل أيام قليلة أنه فعلاً تسلم خطاب عبد الجبار.. لكنه برر سكوته عليه بأنه انتظر توضيحاً من المراجع العام حول وضع شركة الأقطان.. ولم يبرر لنا لماذا وبعد عام كامل لم يتسلم تقرير المراجع.. كما لم يحرك ساكناً.. في نفس ذلك الخطاب .. في ذيله وردت عبارة: (صورة إلى نائب رئيس الجمهورية).. هل وصل الخطاب إلى مكتب السيد نائب الرئيس ؟؟ هل اطلع عليه؟؟ الله أعلم.. الرواية التي نقلت لي من مصادر في القصر الجمهوري.. أن السيد نائب الرئيس أكد أنه لم ير الخطاب مطلقاً..

التيار

بواسطة : عثمان مرغني
 0  0  9720
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:06 صباحًا الجمعة 29 مارس 2024.